قال الشَّاعر / أبو تمَّام
إنَّ الكرامَ إذا ما أسهلوا ذكروا ___من كانَ يألفهم في المنزلِ الخشنِ
مجاراة بعنوان :
صداقة العمر _______________________البحر : البسيط
حفظُ اللِّسانِ كربط الخيلِ بالرَّسنِ ___ والحمدُ للَّهِ في صحوٍ وفي وسنِ
قد كانَ وصلٌ يواسي كلَّ منكدرٍ ___ والصِّدقُ يعلو بمن في ِذِلَّةِ المِحَنِ
قد وحَّدَ الفقرُ أقواماً لحاجتهم ___ كانَ العطاءُ بلا سؤلٍ ولا مِنَنِ
والحبُّ يسمو بأطماعٍ لها أربٌ ___ فلا يُرى غيرُ محبوبٍ على فنَنِ
بالحبِّ نحيا فلا غِلٌّ ولا حسدٌ ___والعدلُ كانَ لسانَ الودِّ في العلنِ
.................
هذي منازلنا في القربِ تُسعفنا ___من كُلِّ حادثةٍ تقضي على شنَنِ
وعينُ كُلِّ بصيرٍ لا تُجاوزُهُ ___ لغيرِ ما يرضى من عاشَ في شجنِ
هي البساطةُ لا تُسبى بمن شُغِلوا ___ في الجمعِ مِمَّا يحيطُ الجسمَ بالوَهَنِ
إنَّ الحياةَ معَ الإقلال تُسعدنا ___ وراحةُ البالِ تعلو كُلَّ مؤتمنِ
ها نحنُ في قفرٍ والودُّ يجمعنا___ ونجتبي عائلاً كالعيسِ في المُدُنِ
.................
كانَ التَّفرُّقُ حتماً إذ قضى كَدَرٌ___من كُلِّ ضيقٍ بدا في كُلِّ مرتكنِ
واللهُ لم ينسَ أقواماً وقد بحثوا ___عن رزقِهِم وبلادُ القحطِ لم تلِنِ
جادَ الزَّمانُ بكلِّ الخيرِ إذ عَسُرَت ___فينا الحياةُ وغابَ البعضُ عن سَكَنِ
حنَّت قلوبٌ لأصحابٍ تُقاسِمُهم ___ خيراً كما اقتسمت فضلاً بمرتهنِ
كانَ اللِّقاءُ بكلِّ الحُبِّ إذ فُرِجَتْ___ تلكَ الكروبُ بيسرٍ كانَ لم يحِن
.................
ها قد شرفنا بتمكينٍ لصحبتنا ___ وازدادَ قُربٌ كأنَّ البُعدَ لم يكنِ
قد ألَّفَ اليسرُ مِنَّا كُلَّ مُنحصرٍ ___في قعرِ وادٍ وجادَ الضِّرعُ باللَّبنِ
تلكَ الصَّداقةُ لا تبقى لمن سحقوا ___ ودَّاً بأطماعِ من زالوا معَ الزَّمنِ
لم ننسَ ودَّاً علا في كُلِّ مُنحدرٍ ___ خيراً لصحبٍ ولم يخضَعْ لممتهنِ
صلُّوا على خيرِ مبعوثٍ يوحِّدُنا ___ في كُلِّ دربٍ فلا للبُعدِ عن سُنَنِ
................
السَّبت 4 ذو الحجَّة 1441 ه
25 يوليو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق