الاثنين، 20 يوليو 2020

في مُجاراة ابن زيدون الجَمَالان : /بقلم الشاعر أبي رواحة عبدالله بن عيسى المورى

في مُجاراة ابن زيدون
الجَمَالان :
"إنّي ذكرْتُكِ بالحَمْراء مُشْتاقا"
والكونُ مؤتلِقٌ يمتدُّ آفاقا

يَسْري السُّكونُ به في كل زاويةٍ
والبَدْرُ طَلْقُ المُحَيَّا باتَ برَّاقا

والوَجْه منكِ يفوقُ البدْرَ مطْلعُه
كأنّه الصُّبْحُ حين ازدادَ إشْراقا

والصَّدْرُ منك الفَضاءُ الرَّحْبُ في سَعةٍ
مثْل الكتابِ الذي يَنْداحُ أوْراقا
وهسْهساتُ نجوم الليل ظامئةٌ
لهمْس حرْفك حين ارْفَضَّ مُهْراقا

إذا منَحْتِ الهوَى فالمُزْنُ هاطِلةٌ
تجودُ بالحُبِّ ودْقاً كان دَفَّاقا
يَقْتاتُ منه فؤادي كلَّ آونةٍ
طعْمَ الجَمالِ الذي قد صار ترْياقا

به ذكرْتُ جَمالَ الأمْس يومَ علَتْ
حَضارةُ الشرْق شرْقاً كان سبَّاقا

حَضارةٌ أدْهشتْ مِن حُسْنها أُمَماً
وأخرَستْ مِن دُعاة الغرْبِ أبْواقا .

فهل تَذكّرتِ ذاك العهدَ حين غدا
مَجْداً تليداً كنبْضِ القلْبِ خفَّاقا

"يومٌ كأيّام آثارٍ لنا اندثرتْ"
ولمْ يَعُدْ في الهوَى ما كانَ رَقْراقا .

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق