الجمعة، 22 فبراير 2019

شرف الكلمة // بقلم المبدع // الشاعر د. عمرو صلاح

( شـرف الكـلمة )
كثير من الناس يتكلم بما لا يعرف
ربما سذاجة وأحيانا أخرى لهدف مقيت
والأدهى من يصدق بلا علم ولا دليل...

بعض الكلام يبني وبعضه يهدم
ومن هنا كان للكلمة شرف وهو ما نتحدث عنه
بحر البسيط _ الضاد المكسورة
يمِّمْ جنَانَكَ نحوَ الحقِّ وانتهضِ
فإنَّه الرشدُ في دنياً منَ الرَبَض
العقلُ جوهرةٌ والعلمُ صائُنُها
فإنْ هما ذهبا كانا بلا عِوَضِ
واللَّه شرَّفَهُ بالوحي كرَّمهُ
فصُنْهُ عن أتفهِ الأحلامِ والحُضُضِ
العلمُ قبلَ صدورِ الحُكمِ مَبدَؤُه
لا عن هوىً تطلقُ الأحكامَ والبَغَضِ
والقولُ من شرفِ الانسانِ منبَعُهُ
أقولها قولَ إحقاقٍ بلا مَضَضِ
بعضُ الكلامِ يعمُّ الأرضَ ظلمتُهُ
وبعضُه قد أضاءَ الكونَ بالوَمَضِ
لاريبَ قد يحييَنَّ اللفظُ أفئدةً
وقد يُضيرُ بقلبٍ حالمٍ نَبِضِ
تُبنى بيوتٌ على أسوارِ أحرفِها
وَهُدِّمتْ بغليظِ القولِ بالقَوَضِ
فاخترْ لقولِكَ في الأغراضِ أحسنَهُ
إي وليكن لك منه أشرفُ الغَرَضِ
واصمتْ إذا لم تجدْ خيرا تُدفِّقُهُ
كأنَّ قد صِيغتِ الألفاظُ من رَمَضِ
لفظٌ مضى من لسانِ المرءِ يُخفِضُه
وربَّ بالصمتِ يعلو كلَّ مُنخَفَضِ
إبليسُ يرنو هلاكَ الناسِ قاطبةً
وإنْ يرَ القومَ سلمى النفسِ يمتَعِضِ
أراهُ يهذي بآذانٍ له تَبَعٌ
جندٌ هُنالكَ همْ جرثومةُ المَرَضِ
لُسْنٌ شرارٌ غرارٌ من فصيلتنا
كحربةٍ بل كثعبانٍ بلا عُضُضِ
تُلقي بسُمٍّ لها من زيفِها بصقتْ
والزيفُ كالسُّمِّ للأذهانِ والحَرَضِ
تُبدي الحقيقةَ وهماً من تقلـُّبِها
وتُظهرُ الوهمَ ذا حقاً لِمُفْتَرَضِ
كأنـما سُحرتْ منهم مسامعُنا
والسحرُ داءٌ يُصيبُ الفكرَ بالغُضَضِ
همُ كعدوى فلا تركنْ لقولتِهم
وفرَّ من دائهم خوفا كمُرْتَكِضِ
فحسبُ قومٍ فسوقاً أنّهمْ أذنٌ
فكلما سمعوا قالوا مقالَ رَضِي
لا للحجى سمحوا بالفكرِ منطقهمْ
إن عارضَ العقلُ رأيا قيلَ يَعتَرِضِ !
ما ميزةُ المرءِ يوما غير حكمتِهِ
بها ترقَّى عنِ الأنعامِ والأَرَضِ
واللّهُ ألزمنا بالبحثِ توصيةً
لكلِّ ذي نبأٍ إلزامَ مُفْتَرِضِ
فحقِّقَنَّ رويَّا كلَّ مسألةٍ
وسلْ دليلا لذي الأنباءِ واستَفِضِ
فإنّك الآنَ إنْ تظلمْ بقولِ فرىً
تندمْ بأخرى وذاك اليومُ تُبتَغَضِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق