الأربعاء، 20 مارس 2019

دمنا يسيل // بقلم المبدع // الشاعر فضل الفلاحي

دَمُنا يسيل#فضل_الفلاحي
18/ 03/ 2019م
دَمُنا على طُهرِ المصاحفِ يهرَقُ...
ونفوسُــنا تحـتَ المـآذنِ تزهـقُ
دَمُنا يسـيلُ بأرضِـنا من أهلنا
ومن العدا في أرضِهم يتدفَّقُ
دَمُنا يُلَـــوِّنُ خُــــبزَ أطـــفالٍ لــــنا
وحليبَ من في مهدِهم لم ينطقوا
وحـميرُ أمـتِنا يســيلُ لُعـابها
وعلى حشائشِ قاتليها تنهقُ
تستقبلُ البابا بعقرِ دِيارِها
ولِما يُثرثِرُ تنحني وتُصَفِقُ
تبني المعابدَ للنصارى كي ترى
وجهَ الرِضا منهم عليها يُشـرِقُ
حكامُنا السفهاءُ هم أعداؤنا
فبِهم أماني الغاصبينَ تُحَقَّقُ
وهبُوا القناطيرَ المُقنطرةَ التي
هي للجِياعِ البائسـينَ وأنفقُوا
أموالَ أُمَّـتِهم لنَصـرِ عَـدوِّها
جُرمًا لأهلِ الحقِّ زُورًا لَفَّقوا
وبتهمةِ الإرهابِ كلُّ مدافعٍ
عن حقِهِ ظلمًا بحبلٍ يُشنَقُ
عاثوا الفسادَ بأرضِنا واستكبروا
وشـريعـةَ الغـاباتِ فـينا طَـبَّقوا
قَــلَبــوا مَــوازينَ الحــياةِ وبدَّلــوا
سَجَنوا الشَريفُ وأكرمُوا من يَسرِقُ
سفكوا دماءَ الأبرياءِ وأهلكوا
حرثًا ونسـلًا شَــتَّتونا شقَّقوا
فتحُوا كنائسَ للغـــزاةِ بأرضِهم
ومسـاجدَ التوحيدِ قسرًا أغلَقوا
ظـنوا بأنهم الحُـماةُ لهُم فـهُم
بالظاهرِ ابتسموا لهم وتمَلَّقوا
لن يفهموا أن الخيانةَ طبعُهم
حتى بنيرانِ الغـباوةِ يُحرَقوا
في كـلِّ ثانــيةٍ قــتيلٌ بيـننا
وقرىً بما فيها تُدكُّ وتُسحقُ
بصِـغارِها وشُـيوخِها ونسـائِها
حتى الأجِنَّةُ في البطونِ تُمَزَّقُ
من قصفِ عُبَّادِ الصليبِ ونارِهم
مَن عـاندَ الرومـانَ بالـدمِ يغـرقُ
إرهابُهم فاقَ الخيالَ ولم نزل
نرجو الإغاثةَ من غرابٍ ينعقُ
خَـتموا لنا الإرهـابَ فـوقَ جِـباهِنا
وعلى الجباهِ رصاصَ حقدٍ أطلقوا
نسبوا لنا الإرهابَ لا لقِتالِهم
لــكن لأنَّـا بالحــنيفةِ نلــحقُ
لن يوقفوا حربًا على أخلاقِنا
حـتى يـرونا للــرذائلِ نسـبِقُ
يا قـادة الإســلامِ للهِ ارجـعوا
وبحبلهِ اعتصموا ولا تتفرقوا
لو بالعـدالةِ أُعـلنَت أحـكامُـكم
ما داسَ أقداسَ العروبةِ أخرقُ
لو كانَ فيكم يا رُعاةُ تواضعٌ
لغدا الجميعُ بوصـلِكم يتعلقُ
ولوِ الرعيةُ والرعاةُ تعاونوا
بِرًّا وتقوى ما تطاولَ أحمقُ
عودوا إلى شرعِ الإلهِ وصاحبوا
آياتِـهِ وثقــوا بـهِ واســتوثــقوا
يــا ربُّ أنــتَ ولِــيُّنا ووكــيلُنا
فالكفرُ فوقَ رؤوسِنا قد حَلَّقوا
يا ربُّ وَحِّـد صَـفَّ أمَّـتِنا وكن
سندًا لها في وجهِ من لا يرفقُ
وبجــندِكَ اللــهمَّ قَــوِّ جيوشَــنا
وادحر جحافلَ من علينا طَوَّقوا
بكَ نستغيثُ ولا سواكَ يغيثنا
أنت المجيبُ لمن لبابِكَ يطرقُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق