سراب.....)
كلمات/مصطفى طاهر
هَاجَ الغَرَامُ تَزَلْزَلَتْ أَنْحَاِئي .....وَتَعَاظَمَتْ مِنْ لَوْعَتِي أَدْوَائِي
وَتَهَالَكَتْ كُلُّ الدِّفَاعَاتِ الَّتِي.....حَصَّنْتُ فِيْهَا مُهْجَتِي وَرِدَائِي
وَأُصِبْتُ فِي دَاءِ الهُيَامِ وَوَجْدِهِ....مَا صَدَّنِي حُرْصِي وَلا بَأْسَائِي
مَاذَا جَرَى؟ فَبِنَظْرَةٍ مِنْ عَيْنِهَا.....دَكَّتْ عُرُوشِي أَوْقَدَتْ إِغْوَائِي
وَعَبِيْرُ وَرْدٍ فَاحَ مِنْ وَجَنَاتِهَا....وَكُؤوسُ ثَغْرً أَثْمَلَتْ أَجْزَائِي
هَلّتْ وَقَدْ مَلأَ الضِّيَاءُ رُوَاقَهَا....وَكَأَنَّهَا قَمَرٌ عَلَى البَطْحَاءِ
هَمَّاسَةٌ عِنْدَ السَّرِى بِأَنَاقَةٍ.........رَيَّانَةٌ بِالعُودِ وَالأَنْدَاءِ
وَجُيُوْش عَيْنَيْهَا غَزَتْ مِنِّي النُّهَى....وَاسْتَوْطَنَتْ فِي العَقْلِ وَالأَحْشَاءِ
وَصَحَوْتُ مِنْ سَكَرَاتِ سِحْرٍ مَسَّنِي....فَرَأَيْتُ رُوحِي هَاجَرَتْ أَعْضَائِي
تَسْتَافُ شَهْدَ رِضَابِهَا وَعَبِيْرِهَا.....مَيًّاسَة فِي خَدِّهَا الوَضَّاءِ
وَتَهِيْمُ حَوْلَ عُيُونِهَا وَشِفَاهِهَا.....كَالنَّحْلِ يَرْشُفُ مِنْ لَمَى الزَّهْرَاءِ
غَاثَتْ بِنَظْرَتِهَا فَرَوَّتْ مُهْجَتِي.....وَسَقَتْ زُهُورَ رِيَاضِيَ الجَدْبَاءِ
وَتَبَسَّمَتْ بَزَغَتْ لآلِئُ ثَغْرِهَا.........فَكَأَنَّ فَجْراً شُقَّ فِي الأدْجَاءِ
وَتَرَقْرَقَتْ مِنْ ثَغْرِهَا هَمَسَاتُهَا.....فِيْهَا الحَيَاءُ وَعِفَّةُ الحَسْنَاءِ
فَتَرَاقَصَتْ نَبَضَاتُ قَلْبِي لَهْفَةً....وَشَعَرْتُ أَنِّي فِي عُرَى الجَوْزَاءِ
وَظَنَنْتُ أَنَّ القَلْبَ أَصْبَحَ مُغْرَمًا....بِمَلِيْكَةٍ هَيْفَاءَ ذَاَت رُواءِ
نَبَضَاتُ قَلْبِي هَاجَرَتْ مِنِّي إِلَى....تِلْكَ التِي قَدْ سَافَرَتْ بِدِمَائِي
تَشْكُو لَهَا وَجَعِي وَوَجْدَ صَبَابَتِي....قَالَتْ: بُلِيْتَ بِغَادَةٍ عَنْقَاءِ
وَطَرَقْتَ بَاباً غَيْرَ بَابِكَ يَا فَتَى....وَتَمَايَلَتْ فِي مَشْيَةِ الخُيَلَاءِ
فَإِذَا شَمَمْتَ بِكَرْمَتِي عُنْقُوِدَها.......وَإذَا شَرِبْتَ بِمُقْلَتِي صَهْبَائِي
سَتَمُوتُ حَتْمًا يَا فَتَى مِنْ صِرْفِهَا....فَعَبِيْرُ شَهْدِي حُفَّ بِالَّلأوَاءِ
فَأَجَبْتُهَا: لا تَحْفَلِي يَا مُنْيَتِي.....أَنَا مَيِّتٌ فِي زُمْرَةِ الأَحْيَاءِ
أَنَا مَا أَتَيْتُكُ عَاشِقًا مُتَغَزِّلاً........قَلْبِي يَئِنُّ وَيْغَتِلي بِدِمَائِي
فَلْتَنْصِفِيْنِي لَمْ يَعُدْ لِي حِيْلَة....وَطَنِي جَرِيْحٌ عَاثَ فِي الإعْيَاءِ
أَيْنَ الفرَارُ وَكُلّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا....نَاراً تَشبُّ بِثَوْرَةِ الهَيْجَاءِ
وَأَتَيْتُ نَحْوكَ لاجِئاً مُتَأمِّلاً.....فِي مَوْطِنٍ أَلْقَى بِهِ إِيْوَائِي
فَالمَوْتُ يَزْأَرُ فِي الشَّآمِ مُبَهْنساً....وَالحُزْنُ خَيَّمَ فِي رُبَا الشَّهْبَاءِ
أُمُّ الفِدَاءِ تَئِنُّ مِنْ أَوْجَاعِهَا... حُمِلَتْ عَلَى الآلامِ والإِقْوَاءِ
وَهُنَاكَ فِي شَرْقِ البِلادِ وَغَرْبِهَا.....نَارٌ تَشبُّ بِفِتْنَةِ الغُرَبَاءِ
هَبَّتْ رِيَاحُ الحِقْدِ فَوْقَ ثُغُورِهَا....هَدَّامَة وَشَدِيْدَة البَوْغَاءِ
فَرَحَلْتُ عَنْهَا تَائِهًا مُتَوَجِّسًا....وَبَحَثْتُ عَنْ حُضْنٍ بِهِ تَأْسَائِي
وَمَرَاكِبِي تَاهَتْ بِبَحْرٍ هَائِجٍ...وَمَشَيْتُ (حَفْيَانًا) عَلَى الرَّمْضَاءِ
وَالنَّفْسُ قَدْ هَاضَتْ وَمَا تَقْوَى عَلَى....بَوْحِ النَّسِيْبِ بِغَادَةٍ شَيْمَاءِ
وَتَكَاثَرَتْ فِي مُهْجَتِي أَوْجَاعُهَا....وَغَدَتْ جُرُوحَ القَلْبِ كَالغَيْنَاءِ
وَلَكَمْ صَرَخْتُ فَلا مُجِيْرَ لِصْرَخِتي...وَتَلاشَتِ الصَرَخَاتُ بِالأَصْدَاءِ
أَوَبَعْدَ هَذَا أَسْتَكِيْنُ لِذِي هَوَى......وَأَهِيْمُ فِي مَيَّادَةٍ دَعْجَاءِ
مِنْ فَيْضِ أَرْزَاءِ البِلادِ وَجَوْرِهَا....ثَقُلَتْ هُمُومِي فِي مَدَى الأَرْزَاءِ
وَنَسَيْتُ طَعْمَ الحُبِّ فِي زَمَنِ الرَّدَى....وَبِمَا رَوَتْهُ قَصَائِدُ الشُّعَرَاءِ
وَيَثُورُ بِي ظَمَئِي وَغُرْبَةَ مُهْجَتِي....وَصَدَى أَنِيْن الجُوْعِ وَالأَمْعَاءِ
وَالرُّعْبُ يَزْأَرُ فِي الجَوَانِحِ وَالنُّهَى....وَالبَرْدُ يَخْصفُ سَائِرَ الأَعْضَاءِ
وَجَعُ القُلُوبِ يَحَارُ فِي أَنَّاتِهَا.....فِكْرُ الخَبِيْرِ وَمُقْلَةُ الحُكَمَاءِ
وَفَرَرْتُ مِنْ ظُلْمِ الحَيَاةِ وَغَدْرِهَا.....مِثْل الفَصِيلِ يَتُوهُ فِي البَيْدَاءِ
وَبَحَثْتُ عَنْ حُضْنٍ يُوَاسِي حَسْرَتِي.....فَغَدَوْتُ مَنْبُوذًا بِكُلِّ فَضَاءِ
وَأَنَا المُشَرَّدُ عَنْ بِلادِي عنْوَةً.....قَدْ ضَاعَ عَنِّي مَوْطِنِي وَصَفَائِي
غَاثَتْ بِمَاءِ العَيْنِ تَغْسلُ حَسْرَتِي....قَدْ شَارَكَتْنِي لَوْعَتِي وَبُكَائِي
تَرَكَتْ جَحَافِلَ حُسْنِهَا وَدَلَالِهَا....وَسَفِيْنهَا لِتَغُوصَ فِي دَأْمَائِي
كلمات/مصطفى طاهر
هَاجَ الغَرَامُ تَزَلْزَلَتْ أَنْحَاِئي .....وَتَعَاظَمَتْ مِنْ لَوْعَتِي أَدْوَائِي
وَتَهَالَكَتْ كُلُّ الدِّفَاعَاتِ الَّتِي.....حَصَّنْتُ فِيْهَا مُهْجَتِي وَرِدَائِي
وَأُصِبْتُ فِي دَاءِ الهُيَامِ وَوَجْدِهِ....مَا صَدَّنِي حُرْصِي وَلا بَأْسَائِي
مَاذَا جَرَى؟ فَبِنَظْرَةٍ مِنْ عَيْنِهَا.....دَكَّتْ عُرُوشِي أَوْقَدَتْ إِغْوَائِي
وَعَبِيْرُ وَرْدٍ فَاحَ مِنْ وَجَنَاتِهَا....وَكُؤوسُ ثَغْرً أَثْمَلَتْ أَجْزَائِي
هَلّتْ وَقَدْ مَلأَ الضِّيَاءُ رُوَاقَهَا....وَكَأَنَّهَا قَمَرٌ عَلَى البَطْحَاءِ
هَمَّاسَةٌ عِنْدَ السَّرِى بِأَنَاقَةٍ.........رَيَّانَةٌ بِالعُودِ وَالأَنْدَاءِ
وَجُيُوْش عَيْنَيْهَا غَزَتْ مِنِّي النُّهَى....وَاسْتَوْطَنَتْ فِي العَقْلِ وَالأَحْشَاءِ
وَصَحَوْتُ مِنْ سَكَرَاتِ سِحْرٍ مَسَّنِي....فَرَأَيْتُ رُوحِي هَاجَرَتْ أَعْضَائِي
تَسْتَافُ شَهْدَ رِضَابِهَا وَعَبِيْرِهَا.....مَيًّاسَة فِي خَدِّهَا الوَضَّاءِ
وَتَهِيْمُ حَوْلَ عُيُونِهَا وَشِفَاهِهَا.....كَالنَّحْلِ يَرْشُفُ مِنْ لَمَى الزَّهْرَاءِ
غَاثَتْ بِنَظْرَتِهَا فَرَوَّتْ مُهْجَتِي.....وَسَقَتْ زُهُورَ رِيَاضِيَ الجَدْبَاءِ
وَتَبَسَّمَتْ بَزَغَتْ لآلِئُ ثَغْرِهَا.........فَكَأَنَّ فَجْراً شُقَّ فِي الأدْجَاءِ
وَتَرَقْرَقَتْ مِنْ ثَغْرِهَا هَمَسَاتُهَا.....فِيْهَا الحَيَاءُ وَعِفَّةُ الحَسْنَاءِ
فَتَرَاقَصَتْ نَبَضَاتُ قَلْبِي لَهْفَةً....وَشَعَرْتُ أَنِّي فِي عُرَى الجَوْزَاءِ
وَظَنَنْتُ أَنَّ القَلْبَ أَصْبَحَ مُغْرَمًا....بِمَلِيْكَةٍ هَيْفَاءَ ذَاَت رُواءِ
نَبَضَاتُ قَلْبِي هَاجَرَتْ مِنِّي إِلَى....تِلْكَ التِي قَدْ سَافَرَتْ بِدِمَائِي
تَشْكُو لَهَا وَجَعِي وَوَجْدَ صَبَابَتِي....قَالَتْ: بُلِيْتَ بِغَادَةٍ عَنْقَاءِ
وَطَرَقْتَ بَاباً غَيْرَ بَابِكَ يَا فَتَى....وَتَمَايَلَتْ فِي مَشْيَةِ الخُيَلَاءِ
فَإِذَا شَمَمْتَ بِكَرْمَتِي عُنْقُوِدَها.......وَإذَا شَرِبْتَ بِمُقْلَتِي صَهْبَائِي
سَتَمُوتُ حَتْمًا يَا فَتَى مِنْ صِرْفِهَا....فَعَبِيْرُ شَهْدِي حُفَّ بِالَّلأوَاءِ
فَأَجَبْتُهَا: لا تَحْفَلِي يَا مُنْيَتِي.....أَنَا مَيِّتٌ فِي زُمْرَةِ الأَحْيَاءِ
أَنَا مَا أَتَيْتُكُ عَاشِقًا مُتَغَزِّلاً........قَلْبِي يَئِنُّ وَيْغَتِلي بِدِمَائِي
فَلْتَنْصِفِيْنِي لَمْ يَعُدْ لِي حِيْلَة....وَطَنِي جَرِيْحٌ عَاثَ فِي الإعْيَاءِ
أَيْنَ الفرَارُ وَكُلّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا....نَاراً تَشبُّ بِثَوْرَةِ الهَيْجَاءِ
وَأَتَيْتُ نَحْوكَ لاجِئاً مُتَأمِّلاً.....فِي مَوْطِنٍ أَلْقَى بِهِ إِيْوَائِي
فَالمَوْتُ يَزْأَرُ فِي الشَّآمِ مُبَهْنساً....وَالحُزْنُ خَيَّمَ فِي رُبَا الشَّهْبَاءِ
أُمُّ الفِدَاءِ تَئِنُّ مِنْ أَوْجَاعِهَا... حُمِلَتْ عَلَى الآلامِ والإِقْوَاءِ
وَهُنَاكَ فِي شَرْقِ البِلادِ وَغَرْبِهَا.....نَارٌ تَشبُّ بِفِتْنَةِ الغُرَبَاءِ
هَبَّتْ رِيَاحُ الحِقْدِ فَوْقَ ثُغُورِهَا....هَدَّامَة وَشَدِيْدَة البَوْغَاءِ
فَرَحَلْتُ عَنْهَا تَائِهًا مُتَوَجِّسًا....وَبَحَثْتُ عَنْ حُضْنٍ بِهِ تَأْسَائِي
وَمَرَاكِبِي تَاهَتْ بِبَحْرٍ هَائِجٍ...وَمَشَيْتُ (حَفْيَانًا) عَلَى الرَّمْضَاءِ
وَالنَّفْسُ قَدْ هَاضَتْ وَمَا تَقْوَى عَلَى....بَوْحِ النَّسِيْبِ بِغَادَةٍ شَيْمَاءِ
وَتَكَاثَرَتْ فِي مُهْجَتِي أَوْجَاعُهَا....وَغَدَتْ جُرُوحَ القَلْبِ كَالغَيْنَاءِ
وَلَكَمْ صَرَخْتُ فَلا مُجِيْرَ لِصْرَخِتي...وَتَلاشَتِ الصَرَخَاتُ بِالأَصْدَاءِ
أَوَبَعْدَ هَذَا أَسْتَكِيْنُ لِذِي هَوَى......وَأَهِيْمُ فِي مَيَّادَةٍ دَعْجَاءِ
مِنْ فَيْضِ أَرْزَاءِ البِلادِ وَجَوْرِهَا....ثَقُلَتْ هُمُومِي فِي مَدَى الأَرْزَاءِ
وَنَسَيْتُ طَعْمَ الحُبِّ فِي زَمَنِ الرَّدَى....وَبِمَا رَوَتْهُ قَصَائِدُ الشُّعَرَاءِ
وَيَثُورُ بِي ظَمَئِي وَغُرْبَةَ مُهْجَتِي....وَصَدَى أَنِيْن الجُوْعِ وَالأَمْعَاءِ
وَالرُّعْبُ يَزْأَرُ فِي الجَوَانِحِ وَالنُّهَى....وَالبَرْدُ يَخْصفُ سَائِرَ الأَعْضَاءِ
وَجَعُ القُلُوبِ يَحَارُ فِي أَنَّاتِهَا.....فِكْرُ الخَبِيْرِ وَمُقْلَةُ الحُكَمَاءِ
وَفَرَرْتُ مِنْ ظُلْمِ الحَيَاةِ وَغَدْرِهَا.....مِثْل الفَصِيلِ يَتُوهُ فِي البَيْدَاءِ
وَبَحَثْتُ عَنْ حُضْنٍ يُوَاسِي حَسْرَتِي.....فَغَدَوْتُ مَنْبُوذًا بِكُلِّ فَضَاءِ
وَأَنَا المُشَرَّدُ عَنْ بِلادِي عنْوَةً.....قَدْ ضَاعَ عَنِّي مَوْطِنِي وَصَفَائِي
غَاثَتْ بِمَاءِ العَيْنِ تَغْسلُ حَسْرَتِي....قَدْ شَارَكَتْنِي لَوْعَتِي وَبُكَائِي
تَرَكَتْ جَحَافِلَ حُسْنِهَا وَدَلَالِهَا....وَسَفِيْنهَا لِتَغُوصَ فِي دَأْمَائِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق