الثلاثاء، 10 أبريل 2018

البضة لحسناء /// للمبدع /// الشاعر حسين عوفي ابو ليث

اَلبَضَّةُ الحَسناء:
مَنْ لَمْ تَرَ البَضَّةَ الحَسناءَ مَقلَتُهُ ** قَدْ فاتَهُ الحُسنُ فِي أَبهَى مَعَانِيهِ
رأَيتُ مِنهَا جَمالاً فِتنَةً عَجَبِاً ** ومَاأَظنُّ بناتِ الحُورِ تَحويهِ
...
ورُبَّما اللهُ لَمْ يَخلُقْ لَها شَبَهاً ** مِنْ عَهدِ آدَمَ في صَوغٍ وتَشبيهِ
عَلى المُحَيَّا سَماءُ السِّحرِ صافِيَةٌ ** وأَنجُمُ اللّيلِ سِحراً رُكِّبَتْ فِيهِ
وزَادَها رُتبَةً صُبحاً بِطَلعَتِهِ ** ورونقُ الصُّبحِ بَعضٌ مِنْ أَسامِيهِ
لايبلَغُ الحُسنُ أَقصاهُ وأفتَنَهُ ** إِلّا بِظلِّ ثِيابٍ حِينَ تخفِيهِ
عَلى الخُدودِ ورودٌ مِنْ تَدَفُّقِها ** وناعِمُ الخَدِّ لِلمُحمَرِّ وادِيهِ
تُغنِي محاسِنُهَا عِنْ كُلِّ غانِيَةٍ ** وسِحرُها للمدَى مَنْ لا يُوازيهِ
محفوفةٌ بالسَّنَا تَزهو جوانِبُهَا ** كَلَيلةِ القَدْرِ لَمَّا حِينَ تَجلِيهِ
قَدْ حاكت الشَّمسَ حِينَ الصُّبحُ مُنبَلِجٌ ** وفي الدَّياجي هِلالَ العِيدِ تحكِيهِ
لَها قِوامٌ بَدا يرتجُّ أَسفَلُهُ ** مِثلَ الغُصونِ وريَّاً فِي أعاليهِ
يَحُمنَ فِبها فَراشاتٌ مولَّهةٌ ** كأَجدَلٍ نَحوها انقَضَّتْ خَوافِيهِ
مابالُ عُشتارُ غَيرى مِنْ مَفاتِنِها ** عَلى الجَمالِ مُحالاً أَنْ تُضاهيهِ
أَما رأتْ مِنْ نَدى الجبَّارِ مُعجِزةً ** بالحُسنِ أَفرَدَها ماليسَ ثانِيهِ
مَتى عَلَاها النَّدى أَبدتْ لَنَا صُوراً ** كرَونَقِ الزَّهرِ مَصقُولاً حَواشِيهِ
يَخُطُّ مِنها طِلاءُ التِّبرِ عَسجَدَهُ ** ومِنْ لُماهَا نَدِيَّ الشَّهدِ تُجريهِ
حُسَين عوفِي أبو ليث
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق