السبت، 28 أبريل 2018

مدينتي /// للمبدع /// الشاعر حميد شغيدل الشمري

مدينتي.
الله والوطن
.....قصة قصيرة///حميد الشمري
إشتدَّ ساعدي وبلغتُ من العمرِ ثمانيةَ عشرَ ربيعاَ كنت.ُ اشعرُ باني كبرتُ وصرتُ رجلاً لا اخرجُ الا وانا لابسا بنطالي وقميصي الانيق ..اسيرُ مزهواً متمايلا ًاحسُ كل بناتِ الحي تنظرُ اليّ .اذهب.ُ يومياً الى المقهى اتسلى مع اصدقائى عند العطلِ اما في ايام الدراسةِ اجعلُ جلّ وقتي لها ولا انسى المقهى التي عشقتها فهي ليست للهوِ فقطْ فقدْ كانَ يتواجدُ فيها الكثير ُمن مثقفي مدينتي التي لا يخلو بيتاً من بيوتها من شاعرٍ او قاصٍ او مؤرخٍ .....اسمعُ الجدالَ ويعلو صوتهُ ..وفجاةً يتوقفُ عندما يدخلُ رجلُ الامنِ مخافةَ ان يفسرَ الجدالٍ تفسيراً اخر..
في زاويةِ المقهى وقربَ التلفزيون جلسَ رجلٌ خمسيني جميل ُالوجهِ انيق ًالهندامِ لابسا َشعرا اصطناعياً (باروكة سوداء) واضح المعالمِ بالرغمِ من انه حاولَ اخفاؤها .الرجل غريبٌ عن المدينة ولاول مرةٍ يجلسُ هنا .. يتطلعُ في الوجوه ِوهو يرتشف ُالڜايَ والسيكارةُ في يدهِ ..بدا الغروبُ يبتلع ضوء الشمس الخافتِ من خلالِ شباكٍ عتيقٍ في المقهى.. خمدَ الجدالُ وسادَ الهدوءُ الا من بعضِ اصواتِ لاعبي الدومينو المدمنين ..قلتُ في نفسي لأتقدم َنحوه لقد آلمتني جلسته المنفردة .
سلمتُ عليه وبكل ادب رد السلام (اهلا ابني)الحقيقةُ رجفت اناملي وانسابت رعشةٌ في جسدي ودخلَ الرحلُ الى قلبي من باب واسع.
سالني ان كنتُ طالباً اجبته ًبنعم قال الان عطلهةٌ صيفيةٌ هل تعمل في العطلةِ قلت لا قال هل تعمل معي ..انا مهندس مكلفٌ بجردِ المساحاتِ واحتاجُ الى عاملٍ معي لأجلِ التوثيقِ ارني خطكَ كتبت له بسم الله لم الورقةُ وقالَ على بركة الله..الححت عليه ان ياتي الى اخي الكبير ويقنعه ويتعرفُ عليه .
كان ابو وفاء (وهذا هو اسمه) كثيرُ التامل تنتابهُ بين فترةٍ واخرى حالات غريبة ..يبكي يتالم ..وان هدأ فهو في قمةِ الرقي.لم اجرأ ان اساله الا بعد مدةَ من العمل معه .
تنهد كثيرا قال يابني كنتُ في عمرك وابتسم- اجملُ منكَ -قادني والدي الى المسجدِ ليسلمني الى الشيخ عابد ..وبعد ان تتلمذتُ على يديهِ في شؤون الدين طرق سمعي اسم الله الاعظم (عبدي اطعني تكن مثلي تقول لشىء كن فيكون)استهويتها والححتُ على شيخي ان ادخل َفي هذا المعترك.
اخذني الشيخُ الى مكتبة ٍالجامعِ وانتقى لي مجموعةٌ من الكتبِ وطلبَ مني ان اقراها بتمعنٍ ورويةٍ لانه سيناقشها معي..
وفعلا قراءتُ ونا قشت .ثم اخذني الى شارع المتنبي وما ان دخلتُ الشارع َحتى ابهرني بكثرةِ مطابعهِ والكتبُ المنتشرةُ على الارصفة وراحَ يعرفني بالعلماء ِوالمشايخِ واستهوتني مقهى الزهاوي والرصافي والشابندر دخلناها جميعا الا مقهى ام كلثوم فانه يحرمها .عدنا الى المسجدِ وكانَ الشيخ يشرحُ لي هذه الكتب ومضامينها .كنت اقرأ بنهم ٍكبير .
غاب عني الشيخُ رحتُ اسالُ عنه وجدتهُ ينازعُ الموتَ بعيونٍ باكيةٍ وما ان لمحني ابتسمَ بوجهي ومسكٍ يديّ وأوصاني (يا بني ان الاسم الاعظم هو حب الله والوطن) وفارقَ الحياة.ُ
...........
فان بكيت ابكي على وطني وان تاملت اتامل في صنع الخالق وان هدات فهي ريح الايمان
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق