الشـــاعر ... والقصيـــــد... بقلم / خالد ع . حبازة
هذه القصيدة ألفيت في الظهرية الشعرية التي أقامها منتدى ميدان اللاذقية للشعر العمودي في المركزالثقافي باللاذقية بتاريخ 24 / 4 / 2018
و القصيدة من البحر البسيط .. و القافية من المتراكب :
دعِِ الفـــؤادَ ، و مـــا يهــــوى لــه القــــــــــدرُ
..................لن تمنـــعَ الغيـــثَ ، حــيُث الغيــثُ ينهمـرُ
كــم كان يخشــى الهـوى ، و القلبُ في سفــرٍ
.................حـتى أتـــاه الذي يخشــــاهُ ، و السفــــــــــرُ
آليـــتُ ، أنـــأى عن الأحبــابِ .. لـي نــُــذُرٌ
.................فمـا أفــدتُ ، و لم تشــــفعْ لــيَ النـُّــــــــذر
لملمتُ أمتعتي ، أشكــــــو الهــوى قـــــــدري
..................فــــما انتفــــعتُ ، و لـــــم يسعفنيَ القـــدر
أبعــــــد خمسـيـن يــــــأتيه الهــوى سرعـــًا
..................قــد ملـَّـه الشيبُ ، حتــى ملـَّـه العمـــــــــر
هيهــاتَ ينفــــــع في ردِّ الهـــــوى ، حـــذرٌ
..................لـــــــــــو كان ينفــعُ في ردِّ القضــا الحــذر
....
بمهجــتي شـــــادنًا ، أهـــــوى تمـــــــــــرُّدَهُ
................يعــــــاندُ الشــــوقَ في قلــبي ، و يعتـــــذر
بمقلــتي ، من هـــواهُ بــاتَ يحـــــــــــرقــني
.................يقـــدُّ من كبـــدي الحــــرّى ، و يعتصــــــر
أكلمــا عصـــــفتْ ريــحُ الفـــــــــؤادِ هـــوىً
..................يــكاد قلـــبيَ في جــــنبيَّ ، ينفطــــــــــــر
أعــــالجُ الوجـــــــدَ في قلــبي فيــــــــــخذلني
..................و لاعجُ الوجـــدِ فـي الأحشــاءِ يستعــــــــر
......
في خاطري شـــــاعرٌ ، أشــكو الزمــانَ لــــه
..................يطيـــبُ لي فــي هــواهُ الوجــدُ ، و السهــرُ
كقابسٍ في الدجــى ، ضــاقَ الفضــاءُ بــــــه
..................تنـــــادمت في هــــواهُ الأنـــــــجمُ الزُّهـُــر
أو مــــــدلجٍ في صحارى الليـــــــلِ عانقــــه
................شهبُ السمــاءُ ، و وجه الأفــــق معتكــــر
سمــــــا به الــــدهرُ ، فالأكـــوان نيـــــــرةٌ
................فكيـــف لا تـــــزدهي الأزهــارُ و الشــــجر
سالــتْ ينابيعه عطــرا ، ففـــــــــاحَ شــذىً
................و فـاضَ من خمـــرهِ الأنهـــارُ ، والغــــــدرُ
أســـفرن عن مــــدلج هــــــــام البيـــــــان به
..................فـــــلم يخالطــــــــه فيه الطــــينٌ و الكـدر
تـزيـَّـن الدهـــرُ بعضــًا مــــن قلائــــــــــــدهِ
................من الجمــانِ ، و بعضًـــــــًـا زانـــها الدرر
أيقظــــــنَ كل بنـــــاتِ النــــــور فاحتجــبت
...............شمسُ الضحى ، فتـــولى حجبَها الخفـــــــر
دخلــــتُ جنتـــــه ، خضــــراءَ ، زاهيــــــةً
...............تُســقى من الروح ، لا مـــاءٌ ، و لا مطــــر
لــــكم عبـــرتُ إليـــــــــه كـــل فـــــدفـــــدة
.................وكم سلــكتُ .. فهـــــــانَ المسـلكُ الوعـــر
في مهمــهٍ ، عصفــت ريـــــحُ الشمـــال بــه
.................ما للحيـــاةِ علـــى أطرافـِــه أثـــــــــــــــر
نظـــــــــــرتُه وبيـــاضُ الصبـــحِ معتكــــــــرٌ
.................ورحت أرنـــــــو ، ولمّـــــــا يتعبِ النظــر
فـــذقتُ من خمـــره صهبـــاءَ صافيـــــــــــــةً
.................لــم يعتصـــرْ مثــلها مــن قبلــه بشــــــر
.....
يا نسمـــةً مــــن شــذى فجـــــــــرٍ معطــــرةٍ
.................تغفــــــو على لجـــــةِ النجــوى ، فتستعـــر
لـــــطالما رسمَ التــــــــاريخُ أحـــــــــــــرفَها
..................وصاغ أبــــــــياتهن الســـــوسنُ العطـــــر
منــــابع للهـــوى و السحـــر ما نضبــــــــت
..................فيــها المعانــي ، و لا جفـَّــتْ بـها فكــــــر
تسرمــــــدتْ في مـدى التاريـــــخ شعلتـْــــها
.................حــتى تناثر في دنيـــــــا الهـــــوى الشـرر
فأفـــردتْ من سنـــا المـــــــــــاضي جدائلــها
.................جداولا فـي سنــا التـــــــاريخ تنـــــــهمر
إن كان أســـــرجَ في سفـــر الهــــوى شهبـًا
...................فكيـــــــفَ في سفـــرِه لا يُسـرَجُ القمــر؟!
...........
تــــــثاءبَ اللــــــيلُ فالنجمــــــاتُ حالمـــــــةٌ
....................تمشي الهــوينى وشمسُ الفجــرِ تنتظــــر
و شاعــــرٌ صاحبته نجمـــةٌ عبــــرتْ
.................تــــرافصُ الفجـــرَ .. لايصحــو به قمـــر
مـــا دون قامتــه متـــن السحــــــاب إذا
.................صحــا به الوجـــد أو ضجــت به الفكـــر
ينــادم النــجمَ ليــلا ، و الشموسَ ضحىً
.................و البـــدرُ عن فلك الجـــــوزاءِ ، ينحـــدر
فيسرجُ الحرفَ يستـعدي الريــحَ بــه
.................,فرائــــــدا من رحيــــــقِ الروح تبتــــــــكر
صــاغ الزمــنُ لـــه ، تيجـــانَ مملكـــة
...................من القــوافي ، غِــذاها الفكـــرُ ، والعبــــــر
و عـــاقرَ الليـــلَ فـــي ترجيــعِ قافيـــــةٍ
..................و طالمــــأ شـاركاهُ .. الوجــدُ و السهــــــر
يستقطرُ الحـرفَ خمــرًا ، والبيـانَ سنـًـا
..................فـي أكــؤسٍ ، من رحيـقِ الحرفِ ، يُعتصر
سلافةً .. أســــــكرَ التاريــــــــــخ عاصرُها
.......................فكــــيف من خمـــرِهِ لا تســكرُ العُصُرُ
تفاعـــلت في أتــــون الشـــوق أحرفهـــــا
........................وأشعلــــــت مجمـرا بالوجـــــد يستعر
فـــي حلكــةِ الليــلِ ، لا تعجبْ تألقـــــــــه
.......................فالفجرُ يــــولدُ ، حيثُ الليــلُ يُحتَضــرُ
.........
يا نجمــةً .. مـــــلَّ وجــهَ الأرضِ حاجبـُــــــها
.......................وفــي السماءِ رعـاهـــا قابـــسٌ خفـــــر
تُــداعب المجــدَ ، فـــي ابـــداع ملحمــــــــة
........................فينتشي المجــدُ و الأيـــامُ ، و الزهــــر
يعطيــكَ ، مشرقــةًً فـــــي شعــره ، صـــورًا
......................كأنــما انبثقتْ من روحِـــهِ ، الصـــــور
يهوى البيــانَ ، و أغوتْـــهُ معاجمـُــــــــــــه
..................و راح يمتـــحُ منـــها عـــاشـــقٌ بطــــــــــر
و غاص في لجــةٍ ، تزهـــو الكنــــوزُ بهـــــا
..................فاستُخرِجتْ من محاراتِ النهى الــــــــــدرر
فالدهر صفق مفتـــــــونًا بموكبــــــــــه
................... كأنما جـــاءه التــــــــــــــــــاريخُ يعتــــذر
كأنـــما الدهـــــرُ مرهـــــــونٌ بقافيــــــــــــــةٍ
..................فليـــس يطـــربُ ، إلا حـــينَ تستعـــــــــــر
..........
تراه يشــدو اذا بـــالأذن صاغيــــــة
.....................فتُمعــنُ العـــين ، حـــتى يشتفي النظـــر
كأنما الأذنُ ، قــد تــاقـتْ لرؤيتـــــــه
.....................حـــتى تصارعَ فيــه السمــع و البصــر
....
ما لليــــالي ، تغــــالي فـــــي تعنُّتـِـــــــــــــها
...................ما آنَ يسطـــعُ في ديجـــورها قمــــــــر ؟ ا
لولا القــــــــوافي التي هيَّجـــــــنَ لي شجنــــًا
...................مــا كان مجتمـــعٌ يزهـــو ، و يزدهـــــر
و كيــــف يرقــى إلى العليـــاءِ مجتـــــــــــــمعٌ
................. غـــالي الطموحـــاتِ ، إن لم يرتقِ الفكـــر
.....
أفــــدي القريـــضَ ، إذ اهـــتزَّتْ ركائـــــــزُه
....................فــي مـدلهــــــمٍّ من الأنــواءِ ، يُحتضــــر
سـرتْ ركائبـُــه فــــــي مهمـــــهٍ عفـــــــــنٍ
...................يستنــجد الوحـيَ ، حيــث استفحلَ الخطــر
أليـــس من فـــارسٍ ، للشـــعرِ مرتجــــــــــــلٍ
.................... يعيـــدُ للشعــــرِ أمجــــادًا ، و ينتصــــــر
....
يــا دوحـــةً ، فــــــــي ريــاضِ الشعــرِ بـاسقةً
.....................يزهــو القريــضُ بهــا عطرًا ، فينتشــــر
يـا سرحةً ، حملتــــــهــا الروحُ ، فانــــــطلقتْ
...................و قد تــلألأ فيهـــا الوجــدُ ، والفكــــــــــــر
تطـــــــاولتْ في سمــا الوجـــدانِ أفرُعُهـــــــــا
.................و أثمرتْ حكمــًا ، فاسّــــــاقط الثمــــــــــــر
غـــنى الزمــانُ علــــى أوتــارها ، نغمـــــــــًا
..................فـــردد الكـــونُ ، مــا غـــنى لــه الوتـــــــر
لــولا القـــــــريضُ ، ولــولا رجــعُ قافيـــــــــة
.................مــا كانَ في الكــونِ ، لا لحــنٌ ، ولا وتـــر
................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق