الاثنين، 9 أبريل 2018

وحي القريض /// للمبدع /// الشاعر اسامة الغبان

(((وحي القريض)))
طَيْفٌ يُزَاورُني مع الوسواسِ
يَشْكو كَما يشكو فَقِيرُ النَاسِ
...
يشكو المواجع مِنْ فُراق أحِبةٍ
ويُعيدُ أوجاعاً لهُ فِي راسِي
طَيفُ الظَلام يُمَزِّقُ النُورَ الذي
أضْحَى عَلِيلاً في المُنَى واليَاسِ
مالي أراهُِ يَمُرُ فِي شَجِرِ الهَوى
ويَهُزّهَا مِنْ جَذعَة الأغْرَاسِ
يَاليْتَنِيْ مَا كُنْتُ رُوْحَاً فِيْ الوَرَىْ
أكتَالُ ظُلْمَ بَقِيّةِ الأنْجَاسِ
إنِّيْ أبِيْتُ اللَيْلَ أشْكُوْ غُرْبَةً
أيْنَ الرِفَاق وأيْنَ هُمْ جُلاّسِي؟
فَأجَابَ طَيْفِيْ قَائِلاً مَاذَا تَرَىْ؟
قُلْتُ الدَمَارَ، فَلَسْتُ بِالمُتَنَاسِيْ!
فَلزِمْتُ صَمَتَاً ليِّنَاً يَا سَادَتِي
إنَّ الجَوابَ عَنِ الدَمَار مَآسِي
نَهِبُوا المَدَائِنَ دُوْنَ أيَّ تَمَهُّلٍ
دَقُوا الطُبُوْلَ وأطْبَقُوا أنْفَاسِي
أرَأيْتَ كَيْف رَمَيْتُ عَنِّيْ بُرْدَةً
أعْلَنْتُ مِنْهُمْ قِمّةَ الإفْلاَسِ
غَرَسُوا الظَلامَ بِمُقْلَتَيَّ وإنّهُمْ
قَدْ أحْرَقُو قَلَمِيْ مَعَ قِرْطَاسِي
هُمْ يَصْدَحُونَ بِأنّهُمْ هُمْ شَمْسُنَا
وهُمُ الشَوَاطِئ،ُ مَرْكَبٌ ومَرَاسِي
وهُمُ الأكَارِمُ هُمْ مَصَابِيْحُ الدُجَى
وهُمُ المَرَاجِعُ مَا عَليْهُمْ بَاسِ
دُنْيَا وغَرّتْهُمْ فَأصْبَحَ سُكْرُهُمْ
يُسْقَى بِخَمْرِ الغَرب مِلءُ الكَاسِ
لَوْ أنّ لِيْ أمْرَاً لقُلْتُ حُثَالَةً
يَا كُلَ مُسْؤلٍ وكُلَ سِيَاسِيْ
هَذَا أنَا يَا سَاسَتِيْ مُصُوا دَمِيْ
إنِّيْ أرَاكُمْ تَعْطَشُونَ كَرَاسِيْ
هَذَا هُو الكُرْسِيُّ مَهْلاً سَاسَتِيْ
هَلْ تَحْسَبُونَ المَهْرَ كُلُ النَاسِ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق