الاثنين، 9 يوليو 2018

الطوفان /م للمبدع / الاديب .. د . المفرجي الحسيني

الطـــــــــــوفان
---------------
هدير النهر يملأ الفضاء
قمر شاحب يتسلل بين الغيوم
ريح تصفر، اغنية حزينة في رؤوس الاشجار ...

تغرق الاكواخ
تبقى منها هياكل من عيدان وجلاميد الطين المنهار
اشباه منازل، اشباه زرائب فارغة تعصف بها الريح
تسير الصديقتان خافضتي الراس
تتبعان الاسرة المشردة
نحو ارض قد تكون بعد ذلك صلبة في منحى من الفيضان
لغط كثير في العراء
حركة لا تكاد تستمر
الشمس تنشر نسيما هزيلا
يتهافت على المتاع المبعثر فوق الارض
تراث رخيص، ماض مدلّهم
يبدأ بإطلاقه بجهاد شاق
ينتهي افقه عند هلال من خبز فطير
موت في الحياة بطيء
موجة من البرد الطاغي تُرعش جلد الارض عند الظهيرة
همد الضجيج تفرّق الافراد جماعات صغيرة
نقطا ضئيلة مبلولة لاصقة بالأرض
بقيت الصديقتان وحدهما تحت نخلة مستوحدة عجفاء
تطل عبر الدهور بثبات غريب
سعف النخلة يرسل حفيفا متقطعا
وابيا يثير النعاس والاحلام الحزينة والذاكرة البائرة
سماء سوداء تحيطهما من كل جانب
ذرات ملح تُقيس شيئا من الشعاع الفضي الغارب
تلتمع كالنجوم في اخاديد من الطين الثخين
ارتفع من اعماقها المظلمة ثُغاء طويل حزين
اخذ ينتشر في ظلمة الليل فوق السباخ الهامدة السوداء
كانت النخلة العجفاء
وحدها تطل بثبات فوق القفر الجائع الزافر بالموت البطيء
ترسل اغانيها الشجية عبر الدهور
**********
د.المفرجي الحسيني
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق