الاثنين، 11 فبراير 2019

عيون الليل // بقلم المبدع // الشاعر عبد الرزاق الرواشدة

( عيونُ اللَّيلِ )
يا راحةّ الكفِّ هذا الصَّدرُ ما تاقا
مما يراه أتاه الصَّمتُ مُشتاقا
...
كيف السَّلامُ على من صدَّ أُمنيتي
راقت إليه وألقى الهمَّ توَّاقا
منه علاني أنينٌ لا يُفارِقُني
لا العينُ تصفو ولا في النِّفسِ ما راقا
شدَّ البلاءُ فلا ظلٌّ ولا شَجَرٌ
ما عاد فينا نرى للحقِّ إحقاقا
خاطوا إلينا عبادُ الحقدِ أقنِعَةً
كي لا يسودَ من الإنشادِ ما فاقا
من لي إليهم يسفُّ التُّربَ أثقلَها
فوق الجُسومِ أباحَ الموتَ إخناقا
إن ما رأينا إلى الإصباحِ عاشِقةً
يجثو الظَّلامُ سُدولا زادَ إحراقا
يأوي إليه فقيرٌ مات واصِلُه
أضحى وحيدا وسالَ الدَّمعُ إشفاقا
ضاع الحياءُ وشاب الحُبُّ في زمني
حلَّ الرَّحيلُ وبات البُعدُ ارَّاقا
أينَ الحنينُ قُلوبٌ كلُّها حجرٌ
ما طاب فيها سِوى من رام إخفاقا
الخُبثُ فيهم على الهاوين مُرتسِمٌ
إن حام صدقٌ أعدُّوا السَّهمَ إمحاقا
حتى يزولَ كريمُ العيش تُؤلِمُنا
نُصغي إليهم ولا نشكوه إن ضاقا
هذا الشِّعارُ عُيونُ الليلِ تكتبُه
جوِّعْ كِلابَكَ إن ما كنتَ إرهاقا
يصبو إليكَ ولاءٌ فيه مُغتنّمٌ
يُفني الضَّجيجَ ويمحو من له ساقا
------------------------------- عبدالرزاق الرواشدة \ البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق