الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

رسالة الى السماء // بقلم المبدع // الدكتور الشاعر // رشيد الفرطوسي

((( رسالة الى السماء )))
إلى عُمقِ ما يحويهِ فكرٌ وجوهر . . . . وكلِّ ضميرٍ عندهُ الحقُّ يُثمرُ
وكلِّ أبيِّ النفْسِ أنّى تلوَّنَتْ . . . . ديانتُهُ فالفكْرُ في الناسِ عُنْصُرُ
هو العقلُ لا ما النفسُ منهُ توارثَتْ . . . . إذا أسْلَمَ الآباءُ أو هُمْ تَنَصَّروا
...
لدى الدين صرحٌ قائمٌ فانبرتْ بهِ . . . . سياساتُ أضحَتْ ما بها الدينُ يُؤْثَرُ
تمادوا على الدين الحنيف وأجرموا . . . بحق رسول الله والقبر يحفرُ
غرائزُ أنأَتْ كلَّ حقٍّ لمنصبٍ . . . . فلا الدينُ دينٌ أو بهِ الذكْرُ يُذكرُ
بأجلافَ غدارينَ أضحتْ هدايةٌ . . . . وذو الجهلِ يستهويهِ في الناسِ مَظْهَرُ
تقلَّبت الأحوالُ حتّى كأَنَّما . . . . خلا الدين من آيٍ به فيهِ طُهِّروا
فليس لآل البيت شأن ليقصدوا . . . . فما نهجُهُمْ مَكْرٌ وغدرٌ لِيَغدروا
فبطشٌ وتنكيلٌ وجهلٌ وغِلظةٌ . . . . وإقصاءُ حقٍّ و الدما فيه تُهدرُ
ألا رُبَّ يومٍ فيهِ سِبْطُ نبينا . . . . مقطعةٌ أوداجُهُ وهْو مُصْحِرُ
يُزَجَّرُ فيهِ أهلُهُ وبناتُهُ . . . . طريح الثرى والجسمُ منهُ مُعَفَّرُ
ورأسٌ له فوقَ الرماحِ ودونَها . . . . نساءٌ لها ينظرنَ والدَّمُ يَقطرُ
أَيُقتلُ أبناءُ النبيِّ محمدٍ . . . . وتُسبى نساءٌ هُنَّ طُهرٌ مَطَهَّرُ
تجوبُ لأيامٍ فلاةً مُهانةً . . . . بناتُ رسولِ الله تُسبى وتُزجَرُ
فما تلك إلا أنَّ ذا الحكمَ لمْ يكُنْ . . . . من الدين شيئا بل طغاةٌ تجبَّروا
فلا رأفةٌ بالطفلِ في كبواتِهِ . . . . ولا حرمةٌ في عترةٍ حيثُ ينهروا
رُقيةُ هل ليْ من ترابكِ نسمةٌ . . . . لعلّيْ إذا أُقْبرتُ عطرُكِ يَحضَرُ
جلالُك أسمى رُغمَ أنْ عشت أربعاً . . . . ولكنَّها للحشرِ تنمو وتَكبُرُ
رقيةُ لم أذكرْكِ إلّا تحدَّرتْ . . . . مدامعُ تجري والأسى فيَّ أكبرُ
ففيكِ مثالُ الصَّفْوِ بينَ براءةٍ . . . . يخالطُها طُهرٌ من الفرعِ أخضرُ
وفيكِ مثالُ الظلمِ عند أراذلٍ . . . . عَمَتْ فيهمُ الأخلاقُ والحقدُ مُبصِرُ
ذكَرتُكِ حتى إنني مثلُ هالك . . . . ذُهولاً تغشّاني أساكِ المكدِّرُ
سلامٌ على روحٍ غدتْ مثلَ ومْضةٍ . . . . ولكنْ بها للخَلْقِ وصْفٌ مُعَبِّرُ
فيا بنتَ خيرِ الناسِ خُلْقاً ومَحْتِداً . . . . وبنتَ رسولِ اللهِ والنورُ يَطْهُرُ
لعلّي إذا وُوريتُ منكِ براءةٌ . . . . تُظللني في ظِلِّها حينَ أُحشَرُ
----
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق