في أصول الحوار
/ 13 /
...
حين قلت أنه لا بد لحوار المرء مع ذاته - كي يكون صحيحا سويا - أن يكون عن علم و عن معرفة و فكر؛ إذا بمقالتي هذه قد أشكلت على بعض القراء الذين تعذر عليهم إدراك المراد بقولي [ عن علم ] و قال قائلهم: إنك لم توفق في بيان معنى ال "العلم" بحسب ما هو متداول في الأروقة الأكاديمية، و إنك تغالط بشكل عجيب المفهوم المتعارف عليه في "العلم" !
بل إن مقالتي تلك أشكلت على قارئ آخر فأغلظ بحقي القول و رفض أن يكون تعريفي للعلم صحيحا، بل ثمة مؤآخذات عليه كثيرة
و أن الأمانة العلمية تقتضي مني أن أقول بما قاله أهل الاختصاص في العلم، ثم بعد ذلك أبين متى يكون الحوار عن علم بحق
و أن الأمانة العلمية تقتضي مني أن أقول بما قاله أهل الاختصاص في العلم، ثم بعد ذلك أبين متى يكون الحوار عن علم بحق
أيها السادة و السيدات:
"المعرفة" هي أن تدرس خصائص و مكونات الأشياء و تعرف كيف و متى تستفيد من تلك الخصائص و المكونات و تجعل منها مادة طيعة بين يديك [يكون ذلك بدءا من الذرة و مكوناتها و انتهاءا بالمجرات و كيفية حركتها، مرورا بالعلاقات و كيفية إنشائها، فذلك كله من المعرفة]
"الفكر" هو تقليب وجهات النظر في كيفية التعامل و الاستفادة من المعطيات التي توصلت إليها جراء دراستك للأشياء
و أما "العلم" .. فبداية أقول بوجود فارق من حيث المعنى بين علم " الله " تعالى، و بين علم " الإنسان "
فالله تعالى يمنح الأشياء اسما و نعتا و قواما و خصائص و حركة فذلك هو علم الله - أي: علم الله يعني: إضفاء علامات على الأشياء التي أوجدها "الله" سواء من حيث الاسم و النعت و الخصائص و الحركة -
و لكن الإنسان يستفهم عن اسم و قوام و ماهية و خصائص و حركة الأشياء [بالمناسبة فإن الأشياء قد تكون معنوية كالحب مثلا فهذا طبعا له أيضا قوام و ماهية و حركة في الوجود] فإن أدرك المرء ذلك - أي قد أدرك نتيجة ما يستفهم عنه - ثم أودع تلك النتيجة في ذاكرته، فإنه بذلك يكون قد أضفى على ذاكرته علامة عما كان يستفهم عنه فذلك هو علم الإنسان
و إذن: الاستفهام عن الأشياء هو منشأ العلم لدى الإنسان، و دراسة الأشياء هو منشأ المعرفة لديه. ثم إن الآلية التي يتبعها المرء في البحث و الدراسة و تقليب وجهات النظر فذلك هو " الفكر "
"المعرفة" هي أن تدرس خصائص و مكونات الأشياء و تعرف كيف و متى تستفيد من تلك الخصائص و المكونات و تجعل منها مادة طيعة بين يديك [يكون ذلك بدءا من الذرة و مكوناتها و انتهاءا بالمجرات و كيفية حركتها، مرورا بالعلاقات و كيفية إنشائها، فذلك كله من المعرفة]
"الفكر" هو تقليب وجهات النظر في كيفية التعامل و الاستفادة من المعطيات التي توصلت إليها جراء دراستك للأشياء
و أما "العلم" .. فبداية أقول بوجود فارق من حيث المعنى بين علم " الله " تعالى، و بين علم " الإنسان "
فالله تعالى يمنح الأشياء اسما و نعتا و قواما و خصائص و حركة فذلك هو علم الله - أي: علم الله يعني: إضفاء علامات على الأشياء التي أوجدها "الله" سواء من حيث الاسم و النعت و الخصائص و الحركة -
و لكن الإنسان يستفهم عن اسم و قوام و ماهية و خصائص و حركة الأشياء [بالمناسبة فإن الأشياء قد تكون معنوية كالحب مثلا فهذا طبعا له أيضا قوام و ماهية و حركة في الوجود] فإن أدرك المرء ذلك - أي قد أدرك نتيجة ما يستفهم عنه - ثم أودع تلك النتيجة في ذاكرته، فإنه بذلك يكون قد أضفى على ذاكرته علامة عما كان يستفهم عنه فذلك هو علم الإنسان
و إذن: الاستفهام عن الأشياء هو منشأ العلم لدى الإنسان، و دراسة الأشياء هو منشأ المعرفة لديه. ثم إن الآلية التي يتبعها المرء في البحث و الدراسة و تقليب وجهات النظر فذلك هو " الفكر "
و على هذا فالعلم في أصله وضع علامة على شيء أو تضمينه إياها
فالله تعالى يضفي و يضمن الأشياء التي خلقها و سواها خصائصها، فيعطيها بذلك علاماتها الذاتية
و الإنسان يضفي و يضمن ذاكرته علامات الأشياء التي درسها و بحث فيها - فذلك هو علم الإنسان -
إن علم الله يعني خلقا و إيجادا و تصويرا و فطرة فطر عليها الأشياء كافة (و ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)[يونس61]
و إن علم الإنسان يعني استفهاما عن الأشياء التي خلقها الله تعالى، و قد تصح أو لا تصح نتائج استفهام الإنسان عن الأشياء
فالله تعالى يضفي و يضمن الأشياء التي خلقها و سواها خصائصها، فيعطيها بذلك علاماتها الذاتية
و الإنسان يضفي و يضمن ذاكرته علامات الأشياء التي درسها و بحث فيها - فذلك هو علم الإنسان -
إن علم الله يعني خلقا و إيجادا و تصويرا و فطرة فطر عليها الأشياء كافة (و ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)[يونس61]
و إن علم الإنسان يعني استفهاما عن الأشياء التي خلقها الله تعالى، و قد تصح أو لا تصح نتائج استفهام الإنسان عن الأشياء
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
للاستدراك
وددت من القراء الأعزاء التعليق بكلمة تم و ذلك للإشارة على المرور الكريم على المنشور
وددت من القراء الأعزاء التعليق بكلمة تم و ذلك للإشارة على المرور الكريم على المنشور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق