الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

تسيم القرى // بقلم المبدع // الشاعر.. جلال بن روينة

نَسيمُ القُرى في مقَامِ الجُدودِ
إذَا ما أَتاني بِعطْرِ الوُرودِ
هَنِيئٌ و حُلْوٌ سمَا فوْقَ مُلْكي
مِنَ العِزِّ والجَاهِ....فوْقَ النُّقودِ
...
وَ لا أشْتَهي أيَّ مجْدٍ و شأْنٍ
إذا ما تَوارى بهيجُ الزُّنودِ
فُؤادي هَوَى زَهْرَةً في قُرَانَا
لَها طرْفُ عيْنٍ بِسحْرٍ فَريدِ
لهَا مُقْلةٌ غَارَ مِنْها الظّباءُ
أصابتْ جَناني بِسهْمٍ مبِيدِ
عُيونٌ تهَادتْ و لحْظٌ كَليْثٍ
هزَبْرٍ عَتَا في عَرينِ الأسودِ
و أخْشى على خَدِّها منْ عيُوني
و أحْتاطُ تأْثيرهَا في الخُدودِ
إذا أتْرَعَتْ جِلْدهَا بِالمِياهِ
تُعاني خُدُوشًا لِلِينِ الجُلودِ
و ثَغْرٌ بديعٌ إذا ما رآهُ
بِقرْبِ المُصلَّى إمَام الحُشودِ
لَأَضْحى أسيرًا يُقاسي هَواهَا
كَأنْ لمْ يَصمْ أوْ سهَا في السّجودِ
فَتلْكَ التي أطْنَبَتْ في عَذابي
ثُلَاجِيُّ، سَمْراء، غَضّ النُّهودِ
و إنّي أهيمُ اشْتياقًا و عشْقًا
كمَا تَاقَ موسى جِنان الخُلودِ
و صاحَ الحكيمُ بِقوْمٍ ينادي
أعي نور شمْسٍ بِليْل الوُجودِ
فَقُلْتُ أعْذروني، هِيَ الوِدُّ مَرَّتْ
و ذاكَ السَّنا فاقَ كلّ الحُدودِ
جلال بن روينة
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق