الجمعة، 12 أكتوبر 2018

غصة و غربة فؤاد // بقلم المبدع // الشاعر صلاح العشماوي

بِـي غُــصَـتَـانِ وغُــربـةٌ بـفـؤادي
وجـمـيـع مـن قتل الأسى أولادي
بِـي من بـقـايا الصبر دمعة شاعرٍ
أخـفـيـتـهـا فَـتَـدفَّـقَـتْ بـمـدادي
...
أَلـفـت سطور البؤس كل قصيدة
يأتي بهـا وجـعي فـبئس الحـادي
لـلـحـزن أفـواهٌ تـنـوح بـعـتـمـتي
أصـداؤهـا مـا صـاح مـن أورادي
في الـتيه تلتف الدروب وهـا أنـا
فـي وحشة الـمـنـفى بغـير جوادِ
تـغـفـو الـمدائـن ،والـعـيون نوافذٌ
قـلــقـًا تـراقـب عـــودة الأعــيـادِ
سبـعـون عـامـا لا يـزال خـريفـها
مـن ذا يـعـيـد إلـى الـبلاد بـلادي
يـا قِـبْـلـة للـعُربِ كـانت تـعـتلِي
سـفحَ الـفـخــارِ وقـمـةَ الأمـجـادِ
خلـف انكـسارك ألف ألف خـيـانـة
كـانـت لـهـا الأنـذال بـالـمــرصــاد
كتبوا على باب احـتضارك مرحبًا
بـالـناهـبين سـنـابـلـي وحـصـادي
بالعابرين إلى الـخـزائن مـن دمي
الـمـالِئِيـن بطونـهـم مـن زادي
الكـارهـين لـنـا الحـيـاة.. لـقـنصنا
عـلــقـت أصـبـاعــهـم بـكـل زنـاد
ما بـين نهري والحـدود تساقطت
جـثـث العـداة فكيف عـاد العادي
الـيـوم نفـترش الـهـوان فـلا نـرى
غـيـر امـتـلاء الأرض بـالأحــقـاد
ما لـلـعـروبـة تـســتـباح دمـاؤهـا
وتـضـيـع بــيـن مُـقـامـرٍ ومـعادي
لـنـجوب أنحـاء الضـياع بلا رؤًى
لا صـبح فـي عـتم الـمـتـاهـة باد
يا دمـعة الـزيتون ما نضب الأسى
الـطـور يغـرق في دمـوع الـوادي
صـنـعاء تبكـيها الـعـراق وشـامـنـا
لـلـقـدس تـلـعـن ضعـفـنا المتمادي
وكـبيـرنا بيـن الـمـجـالـس لا يـرى
حـجـمٌ لـه فـي حــضـرةِ الأسـياد
بَـلغـت بنا الأهـوال ما بـلـغ الأسى
عـنـد الـفـجـيعـة حـرقـة الأكــبـاد
قـالـوا: غــدا وعـد الإلـه يُـظـلُّـنـا
صـبـرًا، فـطـال رقـادهـم ورقـادي
بالصـبرِ تلـتئم الجـروح وصـبرنـا
ورمٌ خــبـيـثٌ عــاث بـالأجــسـاد
لا صـبر في ظـمأٍ ويسـلب نهـرنـا
هـذا الـتـصَّـبرُ مـن دمـاء الـصادي
...........
صلاح العشماوى
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق