الخميس، 30 أبريل 2020

رسالة إلى ولدي // بقلم الشاعر // المبدع // أ . خالد خبازة

أبلغ القول
رسالة إلى ولدي :
قصيدة عروضها من البسيط .. و القافية من المتراكب
كنت نشرت أبياتا منها بشكل متفرق . و بمناسبة شهر رمضان .. أنشرها كاملة بناء على طلب من بعض الأصدقاء
بالحلمِ والعلمِ أصحابُ النُـــهى كمُـلوا
..........................إن واعـدوا صدقوا .. أو حدثوا فعـلوا
و الناسُ في الحـقِ .. ألوانٌ وأمزجةٌ
...........................والقولُ أفضلــُهُ .. ما صدًّق العملُ
لكم تحــايلتُ للأرزاقِ أطلبُـها
.......................... لكن أفـــدتُ .. بأن لا ينفعِ الكسل
فانظر بنيَّ لما يقضي الزمانُ بـهِ
.........................وسرْعلى سُننٍ قد صـــاغَها الأُوَلُ
و اسلك سبيلَ الألى في كلِّ مأثــرةٍ
.......................فمن مآثـرِهم .. ما يُضربُ المَثل
فليسَ منْ ماتَ في عرفِ الورى جلـلاً
..........................لكنـَّـهُ جللٌ .. إنْ مـاتتِ المُثـُــل
...
دعِ التواكلَ ، فيمـا تبتغي عمـلاً
..........................إن التـواكلَ مقرونٌ بهِ الفشل
و اعملْ برأيكَ لكنْ غيرَ مرتجـلٍ
..........................فليسَ ينفـعُ رأيٌ حينَ يُرتجــل
و حاذرِ الدهرَ والأصحابَ غـدرَهُمُ
.................... ففاقدُ الحرصِ .. قد يـودي بهِ الزلل
و اعملْ بحزمٍ وعـزمٍ في بلوغِ علاً
........................لايقطعُ السيفُ إنْ في حـدِهِ فلل
وكنْ كمثلِ شعاعِ الشمسِ نـافذةً
....................أعيتْ على حجبِه الأنواءُ والحــــــيل
و لا تكنْ أبـداً في ذي الحياةِ كمنْ
.......................تقطعتْ بك في صحرائِـها السبل
و لا تكنْ في قراعِ الدهرِ في عــجلٍ
........................إن النـدامةَ يأتي قـبلَها العجــل
و اطلبْ من الدهرِ ما يغنيكَ مسألةً
.....................وحسبك النحلُ ..منه الشهدُ والعسـل
ولا يغرنْكَ منْ هــذي الحياةِ منىً
...................لاحتْ لعينيـكَ .. إذْ يُستحسنُ المَهـَل
و اصبرْ.. فان صروفَ الدهرِ أيسرُها
...........................فيما تمرُ بهنَ الطـينُ والوَحَـل
و اغضضْ من الطرفِ في حلٍ وفي رَحَلٍ
...................... فان أكثـرَ ما زانَ الفتى الخجـل
واخفضْ من الصوتِ ما أسمعتَ سـامِعَهُ
................ وأحسنِ القـولَ .. قد يحسُنْ بكَ العمل
و عاينِ الأمرَ .. إنْ خيرًا ، وان ضـررًا
................... وجانبِ الشر حينَ الشرُ مُحتمـل
واربأَ بنفسـِكَ عنْ ظلمٍ ومعصيةٍ
....................فالظلمُ ما إنْ يَطلْ .. لا بـد مُرتحل
فلنْ يقالَ الذي غـالَ الورى رجلٌ
..................... لكن من يتقي ظلمَ الورى الرجـل
وخذْ من العـلمِ ما يعلـيكَ منزلةً
...................لنْ يبلغ الشأوَ منْ في علمِــهِ خــلل
واكملْ بعلمِكَ عن فـهمٍ و معــرفةٍ
.................فالبدرُ أسطعُ .. حينَ البدرُ مكتمـل
واجعلْ من العقــلِ ميزانًا تزينُ بهِ
..........................ما ينطقُ الفمُ .. أو ما تنقــلُ المقـل
وجاهدِ النفسَ فيما تشتهي عملا
..........................ففي جـهادِك دونَ النفسِ .. تكتمل
( فالنفسُ أمارةٌ بالسوءِ ) مـا رغبتْ
........................في كبحِها .. طالـما تُستأصلُ العِلل
واعملْ جميلاً تنلْ ذكرى و مأثرةً
...................يمضي الجميلُ .. ويبقى الذكـرُ والعمـل
هذي الأمانات .. قد حُمِّلتـَها ولـدي
........................ فقد أبى حملَهنَّ الأرضُ و الجـبل
......
كما عَهدنا ، هي الدنيـا ، وما عُرفتْ
..........................لنا مقـامٌ بها حينًا .. ومرتــحل
نلهو بها .. ليتها دامتْ لطالبها
...................فالمرءُ ، ما عاشَ ، محتوم لـه الأجل
و الناسُ فيها تـوالَوْا اِثْرَ بعضِهُمُ
..................بعضٌ يـزولُ .. وبعضٌ قبلهم رحلـوا
.....
أعيـذٌها .. أمتي .. دهماءَ داهيةً
......................أنْ ليسَ يسبقُ فيها سيفها العـذل
لله مجتمـعٌ .. مـاتَ الجميـلُ بهِ
.....................فالكلُ عنْ فعلِهِ لا ه .. ومنشغـل
و رب مجتمع .. ضاقَ السقـامُ بهِ
......................وقرحتْ جسمَهُ الآثـامُ والعِــلل
و فرقتهُ نفوسٌ .. ضـلَ مسلكُها
...................ومزقتْ شملَهُ الأهــواءُ .. والنِحل
.. . . . ......
أدعـوه الهيَ .. يُعلي العــربَ مجتمعًا
...................... يسمو .. فلا نحل فيهِ .. ولا مـلـلُ
لي منْ هـوى أمتي العربـاء تذكـرةً
........................فلينفعِ الذكـرُ .. إنْ لم يشفعِ الأمـل
فللعروبةِ في نفسي وفي كبدي
......................ما لا يعبرُ عنه الحرف والجُمــل
. . . . .
هـذي رسالةُ حبٍ .. لا غَــناءَ لها
................لامُهجتي وسِعتْ بعضًا .. ولا المقـل
عبـَّرتُ فيها عن الآمالِ أخلصُها
.....................أنْ ليس لي ناقة فيها .. ولا جمـل
لكنْ مقولةُ من قبلي قـد اختزِلتْ
................... وأبلغُ القول قول .. حين يُختـزل
...
خالد ع . خبازة
اللاذقية / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق