الأربعاء، 15 أبريل 2020

لا تعذلوني إنّني أهواها // بقلم الشاعر // خالد الحسين

لا تعذلوني إنّني أهواها
قلبي تعلّقَ أرضَها و سماها
أوَلم ترَوا هذا السّهادَ بناظري
فلقد تماهى جمرُهُ بِدماها
...
أوَلم ترَوا هذي الجفونَ تقرّحَت
من حبّها فتكحلّت بِمَداها
نارُ الهوى قد أشعَلَتها في دمي
فلقد عشقتُ سهولَها و ذُراها
سبحانَ من صاغَ الجمالَ بوجهِها
من كلّ حُسنٍ في الدّنى سوّاها
فربيعُها يزجي البهاءَ لصيفِها
وخريفُها أرجوحةٌ لِشِتاها
ما زارها مِن عاشقٍ إلّا هوى
في سحرِها مُتعمِّداً بثراها
هذي الشّآمُ تأنّقَت و تجمّلَت
أودَت فؤادي بالهوى عيناها
لا لستُ يوسفَ قد أتَتْهُ إشارةٌ
عبدٌ أنا فقَدَ الحِجى بهواها
إنّي زُليخا قدّتِ الأثوابَ مِن
قُبُلٍ و همَّت و استقَت لِجَواها
يا لائمي في عشقِ شامي رحمةً
قيسٌ أنا قد ذبْتُ في ليلاها
سلبَت فؤادي ويحَه بشمالها
فغفا قريرَ العينِ في يُمناها
الشّامُ تسكنُ في ضلوعي خافقاً
ما عاش لولا ماؤُها و شذاها
أرضٌ زكَت و تباركَت بمحمّدٍ
من قلبِ بصرى كان قد حيّاها
وبخالدِ اليرموكِ قد غذّ الخُطا
في حمصَ يغفو لم يزلْ يرعاها
صرخَت بوجهِ البغي صوتاً واحداً
طرطوسُها لبّت نِدا درعاها
خلعَت رداءَ الليلِ ترفلُ بالضحى
حمَدَت شروقَ صباحِها مَسراها
يامَنْ جحدتَ بمنِّها و كفرتَها
وحلفْتَ إنّكَ لم تذُقْ سلواها
فالشّامُ أمّ قد غذَتكَ لبانَها
ماكنتَ إلا نطفةً لولاها
ووصيّتي إنْ متُّ يوماً فاتركوا
ثِقباً بقبري أنتشي بهواها
خالد الحسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق