الخميس، 23 أبريل 2020

الشـــاعر ... والقصيـــــد // بقلم المبدع // الشاعر خالد ع . خبازة

الشـــاعر ... والقصيـــــد
قصيدة من البسيط .. و القافية من المتراكب
دعِ الفـــؤادَ ، و مـــا يهــــوى لــه القــــــــــدرُ
........................لن تمنعَ الغيـث ، حـيُثُ الغيثُ ينهمـرُ
كــم كانَ يخشــى الهـوى ، و القلبُ في سفــرٍ
..........................حـتى أتاهُ الذي يخشـاهُ .. و السفــر
آليـــتُ أنـــــأى عن الأحبــابِ ، لـي نــُـــذُرٌ
..........................فمـا أفــدتُ ، و لم تشــــفعْ ليَ النذرُ
لملمتُ أمتعتي ، أشكــــــو الهــوى قـــــــدري
.......................فــــما انتفـعتُ.. و لــم يسعفنيَ القـــدر
أبعــــــدَ خمسـيـنَ يــــــأتيهِ الهــوى سرعـــًا
.......................قــد ملـَّـهُ الشيبُ.. حتــى ملـَّـه العمــر
هيهــاتَ ينفــــــعُ في ردِّ الهـــــوى حـــذرٌ
.......................لــــو كان ينفـعُ في ردِّ القضــا الحــذر
....
بمهجــتي شــادنًا أهـوى تمـرُّدَه
........................يعــاندُ الشـوقَ في قلـبي..و يعتـــــذر
بمقلــتي من هـواهُ راحَ يحـرقـني
...................... يقــدُّ من كبدي الحـرّى.. و يعتصـــــر
أكلمـا عصفتْ ريـحُ الفـؤادِ هـــوىً
........................يــكادُ قلـــبيَ في جــنبيَّ ، ينفطـــــــر
أعـالجُ الوجـدَ في قلــبي فيـخذلني
........................و لاعجُ الوجـدِ فـي الأحشاءِ يستعـــر
......
في خاطري شـاعرٌ أشـكو الزمانَ لـه
........................يطيــبُ لي في هــواهُ الوجـدُ و السهـر
دخلـتُ جنتـه خضـراءَ زاهيـةً
.........................تُسـقى من الروحِ .. لا ماءٌ ولا مطـر
كقابس في الدجــى .. ضـقَ الفضــاءُ بــهِ
.........................تنادمتْ في هـواهُ الأنـــــــجمُ الزُّهـــر
أو مـدلجٍ في صحارى الليـلِ عانقـه
........................شهبُ السماءِ.. و وجهُ الأفـــقِ معتكــر
لــكم عبــرتُ إليــه كـلَّ مهلكـةٍ
........................وكم سلـكتُ .. فهــانَ المسـلكُ الوعـــر
في مهمهٍ.. عصفـتْ ريـحُ الشمالِ بهِ
.......................ما للحيـــاةِ علـــى أطرافِـــهِ أثـــــــــــر
نظـرتُه .. وبياضُ الصبـحِ معتكــرٌ
.......................ورحتُ أرنـــو.. ولمـَّــــا يتعبِ النظــر
فـــذقتُ من خمـــرِه صهبـاءَ صافيــــةً
..................... لــم يعتصــرْ مثـلها مــن قبلِـه بشــــــر
.....
يا نسمـةً مــن شــذى فجـر معطـرةٍ
.....................تغفـــو على لجـَّــةِ النجوى.. فتستعــر
لـطالما رسم التـاريخُ أحــرفَها
......................وصاغَ أبـــياتِهنَّ الســوسنُ العطـــــر
منـابعُ للهـوى والسحرِ ما نضبت
......................فيها المعاني.. و لاجفـــت بها فكـــر
تسرمدتْ في مـدى التاريخ شعلتُها
......................حـتى تناثرَ في دنيـا الهــوى للشـرر
فأفـردتْ من سنا الماضي جدائلها
......................جداولا فـي سنا التـاريخ تنــــــهمرُ
إن كان أسـرجَ في سفـرِ الهوى شهبًا
......................فكيـفَ في سفـرِه لا يُسـرَجُ القمــر؟
...........
تـثاءبَ اللـيلُ .. فالنجمـاتُ حالمـةٌ
.................تمشي الهـوينى .. وشمسُ الفجر تنتظر
و شاعـرٌ صاحبتْه نجمةٌ عبـرتْ
..................تـرافصُ الفجـــرَ .. لايصحـو به قمـر
ينادمُ النـجمَ ليلا .. و الشموسَ ضحىً
.................و البــدرُ عن فلك الجــوزاءِ .. ينحــدر
فيسرجُ الحرفَ يستعدي الرياحَ به
................ فرائــدًا من رحيــــــقِ الروحِ تُبتـــــكر
صــاغَ الزمانُ له تيجانَ مملكةٍ
.................من القـوافي ..غِـذاها الفكر والعبــــــر
و عاقرَ الليـلَ في ترجيعِ قافيةٍ
................و طالمـأ شـاركاه الوجـد و السهــــــر
يستقطر الحرف خمرًا.. والبيان سنًا
..............فـي أكؤسٍ من رحيق الحرف .. يعتصر
سلافة.. أسـكرَ التاريخَ عاصرُها
.....................فكيفَ من خمـرِه لا تسكر العصر
فـــي حلكةِ الليـلِ لا تعجب تألقه
....................فالفجر يـولد.. حيث الليـل يُحتَضر
.........
يُعطيك مشرقةً في شعرِه صـورًا
...................كأنما انبثقتْ من روحِه الصــــور
يهوى البيانَ .. و أغوتْهُ معاجمُه
..................و راحَ يمتحُ منها عاشـقٌ بطـــــر
و غاصَ في لجةٍ تزهو الكنوزُ بهـا
..............فاستُخرِجت من محارات النهى الدرر
لطالما صفقت كـفُّ الزمانِ له
.........................كأنما جاءه التاريخُ يعتـــذر
كأنما الدهر مرهـونٌ بقافيةٍ
.......................فليس يطرب إلا حين تستعـر
...
أرنو بأذني له يشدو على وتـرٍ
.....................فتُمعن العين حتى يرتوي النظر
كأنما الأذن قـد تاقـت لرؤيته
..................حتى تصارع فيه السمع و البصـر
....
ما لليالي تغالي في تعنتها
................ ما آن يسطعُ في دَيْجـورها قمــــر ؟ ا
لولا القـوافي التي هيجن لي شجنًا
...............ما كان مجتمع يزهـو ويزدهــــــر
و كيـف يرقى إلى العلياءِ مجتمعٌ
............. غـالي الطموحات .. إن لم يرتق الفكر
.....
أفـدي القريـض إذ اهتزتْ ركائـزُه
................في مـدلهـمٍّ من الأنواءِ يُحتضــــر
سـرت ركائبُه فــــــي مهمـهٍ عفنٍ
..............يستنجد الوحي حيـث استفحل الخطـر
أليــس من فـارسٍ للشعر مرتجلٍ
................. يعيد للشعـر أمجادًا.. و ينتصـــر
....
يــا دوحةً .. في رياضِ الشعـرِ بـاسقةً
.................يزهـو القريض بها عطرًا فينتشـر
يـا سرحة حملتها الروحُ فانـطلقت
...................و قد تلألأ فيها الوجد والفكــــــــر
تطاولت في سما الوجـدانِ أفرُعُها
.................و أثمرتْ حكمًا.. فاسّاقط الثمــــــر
غـنى الزمان على أوتارها نغمـًا
................فــردد الكون ما غـنّى لها الوتـــــر
لولا القـريض.. ولولا رجعُ قافيةٍ
...............ما كان في الكونِ لا لحنٌ .. ولا وتـر
اللاذقية 2002
خالد ع . خبازة
اللاذقية / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق