الاثنين، 27 أبريل 2020

الشيخ الأكبر // بقلم الشاعر // مصطفى كردي

الشيخ الأكبر
دَع عنكَ مُحيي الدّينِ لستَ بنِدِّهِ
واحفظ لوجهِكَ ماءَهُ من نَقدِهِ
...
واعلم بأنّكَ لا تساوي قطرةً
من بحرِ علمٍ مُغرقٍ في حَدِّهِ
علمٍ حوى فيضَ الغيوبِ فلا تَرُم
عَدًّا لِما تَعيا العقولُ بعَدِّهِ
من خاضهُ من غيرِ لُطفِ عنايةٍ
أو مُرشدٍ كيف السّبيلُ لرَدِّهِ
فانظُر إلى أهلِ المعانيَ هل ترى
إلا المُعظِّمَ والحَميدَ لقَدِّهِ
و دَعِ الذين استَوعروا فتعلَّلوا
فالعجزُ يشهدُ عجزَهم عن هَدِّهِ
ما ضَرَّهُ عجزُ الفُهومِ ولم يقُل
اقرأ كتابيَ بل نهاكَ بضِدِّهِ
هذي العلومُ لمن يغوصُ بسِرِّهِ
في بحرِ حقٍّ مَدُّهُ من مَدِّهِ
يَجِدُ الهباتِ بفتحهِ لا فكرهِ
والفكرُ لا يأتي الهباتِ بجِدِّهِ
هي رَشحُ بحرِ الذّاتِ في أسرارِهم
فإذا بدت كالحُبِّ بانَ بخَدِّهِ
حاشا يدنّسُ صفوَها حَرفُ السِّوى
فاقرأ بذَوقِ الرّوحِ صفوةَ قَصدِهِ
من لم يَشَمَّ الوردَ يومًا مرّةً
لم يُغنهِ ما قد يُقالُ بوَردِهِ
هي دعوةٌ للذوقِ في زمنِ الهوى
والذّوقُ أن يفنى الفؤادُ بوِدِّهِ
مصطفى كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق