الثلاثاء، 18 يونيو 2019

ذكريات شهر رمضان) // بقلم الشاعر // مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

ذكريات شهر رمضان)
بمسجد بوسِعِيدة بإيتاي البارود
كلمات الشاعر /مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
بني جدِّي قفوا في ربعِ ليلى...... فقد رحلتْ بعيداً عن بطاحي ...
سلوهُ عن غزالٍ كانَ فيهِ.....يُطَوِّفُ في العشيِّ وفي الصباحِ
وما خلتُ الربوعَ تجيبُ حيَّاً....وتنطقُ لو بشيءٍ من مُزَاحِ
ولكنْ إنْ نأى عنا غزالٌ.....لهُ حسنُ الخليقةِ والسماحِ
وقد أمسى بدارٍ ذاتِ بُعدٍ......تُبَلَّغُ بالمراسيلِ الملاحِ
******
فنأملُ أنْ تطلَ الشمسُ يوماً......من الغربِ القريبِ بلارواحِ
وحبُّ الغربِ أورثني شجوني.....وغيَّرَ وجهتي ولغى اقتراحي وطيَّبَ كلَّ شيءٍ في الوجودِ...... فطابتْ كلُّ أرجائي الفساحِ
وأضفى الحسنَ حتى صارَ منهُ.....جميعُ الخلقِ في حسنٍ أصاحِ
******
بإيتاي البارود أقمتُ شهري.....بجامعِ بوسِعِيدَةَ في ارتياحِ
وكانتْ جدَّ أيَّامِ التداني.....قضيناها معَ أهلِ الصلاحِ
وكانتْ أجملَ الأيامِ عندي......وكانتْ أدعى أسبابِ النجاحِ
وأيمنُ بو حريرةَ من دعاني.....فلبيتُ الندا جمَّ انشراحِ
وأعجبني القيامُ معَ رجالٍ......يُجيدونَ السماعَ معَ المَرَاحِ
وأولُ أمسِ ذكَّرَني صديقي......بأيامِ السكينةِ والفلاحِ
وقالَ نسيتنا بعد الصيامِ......ولم ترجعْ إلى هذي النواحي
فقلتُ مشاغلٌ منعتني عنكم.....ولكنْ ما نسيتُ لكم أصاحِ
ولمَّا أنْ أصرَّ على حضوري.....وصمَّمَ أنْ يراني في الصباحِ
فلم أقدرْ على ردِّ سؤالٍ..... .ولبَّيتُ الحبيبَ فتى الضواحي
*******
وكانَ غداؤنا عجلاً سميناً......دعاني للثنا ثُمَّ امتداحِ
وشكَّلَهُ فتىً جدُّ صَنُوعٍ .....لهُ نَفَسٌ وراحٌ أعلى راحِ
فصارَ اللحمُ منهُ ذو شواءٍ.....وجارٍ فيهِ أُرزٌ ذو سماحِ
ومتبولٌ وذو مَرَقٍ وكُفْتَا......شربتُ وليسَ من شبمٍ قِراحِ
ولم نُنْهِ حديثَ الشوقِ لكنْ....مضى اليومُ الطروبُ بلا تلاحِ
وأحداثٌ بهذا اليومِ جاءتْ......تِباعاً بعدَ طُعْمٍ وانشراحِ
فلم أقدرْ على تفويتِ هذا.....وأمضي دونَ ذِكْرٍ للصحاحِ
فقمتُ مُغنياً بجميلِ صُنعٍ.......ولايمحو الذي أثبتُّ ماحِ
وإنْ أعليتُ شيئاً في البرايا......فمنزلهُ الفضا دونَ كفاحِ
وإنْ أذكرْ كريمَ الدارِ يوماً....... يظلُّ مدى الحيا أهلَ امتداحِ
وما سلبتْ لهُ السفهاءُ حتى...... وإنْ حملوا وكانوا ألفَ لاحِ
*******
وعدتُ مساءَ يومي إلى دياري.....أَشُقُّ الأرضَ شَقَّاً في مَراحِ
تجافى الجنبُ عن كلِّ فراشٍ.....ومانامتْ جفوني للصباحِ
نظمتُ قصيدتي الحسناءَ فيهم......وأكثرتُ الثنا جمَّ ارتياحِ
وخضتُ البحرَ ما بالبحرِ عيبٌ.......وعدتُ قريرَ عينٍ بامتياحِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق