الأحد، 16 يونيو 2019

اغتراب // بقلم الشاعر // عوض الزمزمي

اغتراب
لَكَمْ طفنا مع النجوى عتابا
وما نلنا من الدنيا جوابا
...
أفي المحبوبِ قد خابتْ ظنوني
تُراني أمْ تسورتُ السرابا
كليمٌ باتَ يضنيني زماني
وفي أُذُنَيَّ كم صَبَّ العذابا
شريدٌ لا أرى لي فيكِ درباً
وحيدٌ بِتُّ أفتقدُ الإهابا
فلا حُبٌّ ولا أملٌ تجلَّى
بليلِ الصبِّ أو حتى أنابا
كمثلِ السهمِ إنْ أطلقتُ قولي
ولكن غيرَ قلبي ما أصابا
كأني إذ أناجي الناسَ حباً
كفيف الحسِ جانبتُ الصوابا
ومن عجبٍ على حالي وعشقي
أنادي الصمَّ ما سمعوا خطابا
تعبنا من مسافاتِ التمني
إلى المحبوبِ ما نلنا ثوابا
وهذي أحرفُ المكلومِ باتتْ
على القرطاسِ تعتزمُ انقلابا
أعيبٌ نزعة الإخلاصِ فينا ؟!
لنا الأيامُ تحترفُ العقابا !!
فما سَمِعَتْ حروفي غيرُ أُذْني
كأنَّ الحرفِ قد عشقَ الجِرابا
ومِنْسَأَتي تعاني من قريضي
وحرفي من ليالي الشوقِ شابا
فيا أسفي على عمرٍ تولَّى
وقلبُ الصَبِّ كم عانى اغترابا
مناجاتي وآهاتي جبالٌُ
وبات الدرب في ليلي خرابا
وطال الليل يا بلواي فيمن
تفنن بعدهم فينا اقتضابا
طويل الليل يعقبه شروقُ
ونور حبيبنا يأبى الإيابا
فلا دمعي يرد حبيب عيني
وشفّ الجسم عاقرت الشرابا
وهذا يا كثير اللوم حالي
حروف الصب كم شكت انتحابا
ولا . يا لائمي . أخفيك قولاً
عن المحبوب ما رمنا متابا
فما يغريك في ذمي ولومي
وقولك غير مثلك ما أعابا
فإن يرضيك سامرني بليلي
وأسمعني بلحنك ما استطابا
لعلّ الشعر يطفئ حر قلبي
فكم بالشعر مر السهد ذابا
وهات الناي أطربنا فإنا
برجع الناي نفترش السحابا
وننظم من نجوم الليل عقداً
ويبقى حرفنا رصداً شهابا
لكل مكابرٍ في العشق يرنو
لدرب العشق أو رام اقترابا
لعلّ اللائمين بشهب قولي
تهاوى غيّهم صاروا ترابا
فما في العشق من لومٍ وذمٍ
مصاب العشق كم عشق المصابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق