مصائبُ الشِّعْر )
مَصائِبُ يَجلبُ الشِّعْرُ المَصائبْ . . . فذلكَ عاتبٌ وهَذاكَ غاضِبْ
مشاعرُ تَحتوي مَن يَحتويها . . . وتَكْتِبُ مَن يكونُ لَهُنَّ كاتبْ
...
مُهيَّجَةٌ يغوصُ السُّمُّ فيها . . . لِما احتَمَلَتْهُ مِن لَسْعِ العَقاربْ
فلا هي ساكناتٍ في عُروقي . . . وليسَ تكونُ في وضْعٍ مُناسِبْ
وحولي هادئٌ لا يعتريهِ . . . براكينُ الجبالِ أو الكواكبْ
يودُّ بأنْ أُناخَ وليس يدري . . . بأنَّ مَصاعبي فوقَ المصاعِبْ
إذا لَمْ تَفهَمِ الشُّعراءَ دَعْهمْ . . . وواكبْ رَكْبَ صِنفِكَ إنْ تُواكِبْ
إذا ما قِيلَ شِعْرٌ ظنَّ جهلاً . . . بأنَّ عليهِ قد غَضِبَتْ سحائبْ
وراحَ مُفسِّراً معنىً عَقيماً . . . وظنَّ إليهِ تَنطَلِقُ المَراكبْ
سأتركُ كوكباً أنْ عِشْتَ فيهِ . . . وأكسِبُ راحتيْ بينَ الأجانبْ
فلستُ أُحبُّ أن أقضي حياتي . . . وحولي مَن يعاتبُ أو يُغالبْ
إذا أحسنتُ لا ألقى ثناءً . . . وإنْ أخطأتُ أَعْوَتْني الثعالِبْ
وتُنشَرُ خَيبتي في أيِّ أمْرٍ . . . وتَنْطَمِرُ المحاسنُ والمَناقِبْ
أُعادى أنْ تَسلَّقْتُ المَعالي . . . وليس يروقُ ليْ ريحُ السَّباسبْ
أَتَلدغُني الأفاعي والعقاربْ . . . على حظٍّ شَحيحِ الوجهِ شاحِبْ
ويَسعى الضُّرُّ نحوي حيثُ أسعى . . . كأنّي كلَّ ذي الدنيا أُحاربْ
يُعثِّرُني الغريبُ بجهلِ قَدري . . . ويُؤلِمُني على صمتٍ مراقِبْ
وذلكَ خازِرُ النَّظَراتِ يُبدي . . . لكَ الوُدَّ الذي هوَ غيرُ راغبْ
وترتاحُ النفوسُ على عِثاري . . . ولستُ بسارقٍ منها مَكاسبْ
مُعذَّبةً أراها الروحُ حيرى . . . فكيفَ يرونَها حازَتْ مَطالِبْ .؟
فدعْني عن سُجونكَ بانطلاقي . . . فقدْ أَدمَنْت صَمْتكَ للعجائبْ
أدِمْ ما أنتَ فيه من اجتنابٍ . . . فلَستَ مُشَجِّعاً تَرِدَ المَلاعِبْ
بُلِيتُ بِمَنْ أُخالطُ كُلَّ يومٍ . . . يُجانِبُ أو يُناصِبُ أو يُحاسِبْ
مَصائِبُ هذه الدنيا مَصائب . . . إذا لَمْ يَدرِ قَصدَكَ مَن تُصاحِبْ
--- شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق