الغدر
قصيدة
للشاعر الدكتور محمد القصاص
...
الغدر في طبع اللئام وسيلَــــــةً *** قد بات فيهم واضحا ويقينــــــــا
يا أيَّها الغدَّار ما احتمـــلَ الأذى *** حِقْدَا بقلبك لا يزالُ دفينـــــــــــا
كنَّا مع الأيَّامِ نرجو خُلَّـــــــــــةً *** ما كان حقدُك للأنامِ مُبينــــــــــا
ها قد تُراوغُ يا عساكَ عرفتنـي *** أمْ كان طبْعُكَ بالهوانِ سجينــــا
صوَّبْتَ للأحبابِ سهما قاتـــــلا *** حسبي بفعلكَ أنْ يكونَ مُشِينــــا
وجْهينِ تخفي منهما لم تستحــي *** وجهاً وآخرَ قد يظلَّ لعينــــــــــا
إنِّي اتخذتُكَ للإخاءِ لطالمــــــــا *** أنِّي جعلتكَ مُخلصا وأمينـــــــــا
لمَّا أمنتكَ يا وضِيعُ تخوننــــــي *** أمْ بتَّ في عُرفِ الزَّمان مَهينـــا
ويلٌ لمن خان الأمانَةَ وادَّعــــى *** أنَّ الصَّداقةَ للنجاةِ سفينــــــــــــا
فلما تَخُونَ الصَّحبَ بعد وثوقهم *** منحوكَ حبَّاً هل تَظَلَّ خؤونــــا؟
حتى الوَضَاعَةَ لمْ تفارقْ طبعكمْ *** عُمْراً وقد رُمْتَ الهوانَ سنينــــا
ألعارُ كلُّ العارِ أنَّكَ تدَّعـــــــــي *** خُلْقَاً وتغدو بالهوانِ رَهينـــــــــا
فاتركْ صفاتِ الذُّلِّ لا تَعْتَاَدَهـــا *** أبدا وإلا قد تعيشَ حزينـــــــــــا
ألقِ ثِيَابَ العُهرِ عنكَ ولا تَعُــــدْ *** ودعْ النِّفَاقَ عسى نَراكَ تلينـــــا
يا مدَّعِي كذباً عليَّ ألم تَخَـــــفْ *** أنْ تُبْتَلَى واللهُ من ينجينـــــــــــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق