الكلمات الاولى ... والأخيرة
صعبٌ جدا ً أن نموت
كغصن ٍ يقطعُ من شجرة
أذكرها كلها من كلمات ٍ قلناها
في مبتدأ اللقاء ِ
...
أذكرها بحروفها البازغة ِ
كقمر ٍ يهطلُ في ليل ٍ طويل ٍ
كارتعاش ِ نجمة ٍ مسها هواءٌ عليلٌ
كسحابة ٍ ظلتْ تحبسُ وابلها
حتى لاقتها سبخةُ الأرض ِ فأمطرتْ
أذكرها لا أنسى الآهاتُ والحسراتُ
والأدمعُ التي تتلألأ ُ في العيون ِ
مثل فيروز ٍ غره الشفُّ فأبرقْ
لكني لا أنسى أني أطلقتُ لك ِ ريح الكلام ِ
وتركتك ِ تلفظينَ كما شئت ِ
في اللقاء ِ الأخير ِ
حتى كلت ِ الشفتان ِ
وتعبَ اللسان ِ
وقلتُ كلمتي أخيرا ً
كلمةٌ واحدةٌ ليس غيرها
أحتفظُ بها للموعد ِ الآتي
صعبُ جدا ً أنْ نفترقَ
صعبٌ جدا ً أنْ نتلاقى
مابيننا الماءُ والجبالُ
وصحارى يقتلها الظمأ ُ
وبواباتٌ ومطاراتٌ
ومدنٌ من رحيق ِ البنفسج ِ
تأبى دخولا ً إلا بتأشيرات ٍ لا تنالُ بالاحلام ِ
وأنا هنا لا ئذٌ بالحسرات ِ
أقيمُ وطنا ً من زفرات ٍ
مازالت تبرحني الأيامُ ضربا ً ليس كما يحلو
مازالت تخلفني المراكبُ والموانيءُ والمنافي
لا سلطةَ لي على اصابعي
لا همَّ لي إلا أنت ِ
وكثيرُ الكلام ِ الذي قلته
في آخر ِ اللقاءْ
,
,
ــــــــــــــــــــ
مهدي الماجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق