الأمُّ الوطنُ الأوَّل :
وطني القديمُ ونبضُ عُمْري الباقي
ومجامعُ الذِّكرى من الأشواقِ
أمِّي الرؤومُ ومَن يكون كمثلها
أمَّاً تُجَسِّدُ مَشهدَ الأخلاقِ؟!
هي أولُ الأوطان كنتُ سكنتُه
لا زال يَحْملني على الأعناقِ
حتى التحفتُ سماءَه متوسِّداً
بأديمه في مَحفِل العُشاقِ
فاستنشقَتْ روحي عبيرَ هوائه
وشربتُ من ينبوعه الرَّقراقِ
ووجدتُ فيه لذائذي ونفائسي
وقرأتُ فيه مٱثر الأعراقِ
هي أجْملُ الألحان شنَّفَ مسمَعي
وأثار فيه مكامِنَ الأذواقِ
هي مُلتقى نبْع الحَنان ودفْقُه
هي ثورةُ الإحساس في الأعماقِ
هي طعمُ هذا الشهد حين تَدوفه
عسلاً مصفَّىً فاق في الترياقِ
هي مثْل هذي الشمس تمنح أهلها
دفئا بحبٍّ زاد في الإشراقِ
هي أمتَعُ اللحظاتِ حين تعيشُها
فرَحا يلوحُ هناك في الأحداقِ
فإذا أطلَّتْ فهي بدرٌ نيِّرٌ
يسبي الفؤادَ يطيل في الإطراقِ
واذا بكتْ كانت كدمع مَحابري
شِعرا أسطِّره على أوراقي
واذا نأَتْ يوماً فكم قد خلَّفتْ
جيلا يرتِّل شِرْعة الخلَّاقِ .
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق