****
(رُسُل الثّقافة)
فَخْر لِكلّ مُعَلّم ما قيلا:
(كادَ المُعَلّم أنْ يَكُونَ رَسُولا)
و لكلّ صَادٍ كان أَغدَقَ مَنبَعٍ
فَجَرَى على ظَهْر البَيادي (نِيْلا )
كالشّمس للأكْوان وَجْه نَائِر
يَبْدو على جَنَباتِها قَنْدِيلا
للظّالمين غَدا كأوّل ثَائِر
و غَدا لكلّ جَهالَة مَسْلُولا
كانت أُمُور مُعَلّمي مَحْبُورة
بَسُمَتْ بِخَير بُكْرَة و أَصِيلا
و الآن .. رُغْم نَشَاز عَصْر حائِف
لا يَرتَضون لِشَعبِهم تَنْكِيلا
(رُسُلُ الثّقَافَة) كالشّموع ضَحِيْة
يَتَوَرّعون .. فيُحْرَقون فَتِيلا
***
يا أيّها (التِلْمِيذ ) حَسْبك سيّد
فاقَتْ على الآفاقِ نَفْسه طُوْلا
يَكفِيكَ أنْ قَد ظَلّ يَنْزِف وَاقِفا
تَلْقَاه شَهْدا خَالِصا مَعْسُولا
و يَطُوف بين الصّف مِثْل مُوَدّع
يَخْشى على أَفْلاذه التّضْلِيلا
و على مَحَيّاه ابْتِسَامَة فَارِس
وَجْه يَبَشّ بِبَهْجَة تَهْلِيْلا
يَبْني مِنِ الآمال حُصْنا نائِفا
و يَشِيْد بالإخْلاص جِيْلا جِيلا
و يَنُود منْ خَيْر العُلومِ فَسِيْلة
رُوْحا و يُنْمي بالكَمالِ فَصِيلا
أَفْنَى حَياةَ المَجْدِ كَدْحا للعُلا
فَيَعِيْشُ قِيْلا أو يَمُوت نَبِيلا
لَيْسَ الجَمَال بِأنْ تُعَمِّر جَاهِلا
إنّ الجَمال بِأنْ تَهُدَّ فُضُولا
***
العِلْم و التّلْقِين يَبْني أُمّة
و الجَهل و التّهَمِيش يَهْدِم قِيْلا
و السّعي في قَرْض العُلومِ فَضِيلة
تَعْلُو على فَرْض الجِهاد مَثِيلا
و اللّه يَرْفَع عالِما و يَزِيْدُهُ
فَضْلا ، و يَأبَى أَنْ يَراه خَجُولا
(اقْرَأ) بِإسْمِ اللّه (أوّل آيَة)
و (النّون) أُنْزِلَ آيَهُ تَنْزِيْلا
أَبَتاه إنّ أخي الحَبِيب أَمانَة
فَاحْفَظْ أَمانَتَه تَكُنْ مَسْؤولا
عَلّمْه إنّ العِلْم نُور ساطِع
يَعْلُو جَلِيلا .. لا يَظَلّ جَهُولا
لا تَنْشأ الأَحْلام شِبْرا وَاحِدا
إنْ كان هَمّ النّاشِئِين عَلِيلا
حَتّام يا أَبَتاه تُجْهِل أنْجُما
و تَصُدّ (شِعرى) أنْ يَزُور (سُهَيلا)
***
(قُمْ للمُعَلّم )، لا تَرُدّ جَمِيْله ..
وَ كَفَى المُعَلّم (أنْ يَكُونَ رَسُولا)..
أو وَفّه بعض الّذي هو حقّه
لو كان يُجْزي .. (وفّه التّبْجِيلا)
"""
ماجد منيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق