الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

غيّاب // بقلم الشاعر بكري دباس

 غيّاب


لي بَينَ مَن غادرَ الحيَّينِ أحبابُ


فليتها أُزهِقَتْ روحي وما غابوا


لو غيَّروا الحيَّ بعد الحيِّ أتبَعُهمْ 


ما حيلتي فيهُمُ والحُبُّ غَلّابُ


فأقتفي أثرَ الغزلانِ في شغفٍ


لا تعجبنَّ فلي في العشقِ أسبابُ


بين المنازلِ طوّافٌ لعلَّ بِها


أشفي الغليلَ ودمعُ العَينِ ينسابُ


لكنَّ في الدّارِ منْ يَحمي حِياضَهُمُ


جُندٌ وجُندٌ وحُجّابٌ وحُجّابُ


يا ساكنينَ قصوراً كيفَ نبلُغها


في كُلِّ بوّابةٍ يلقاكَ بوّابُ


يا بابُ خلفكَ من أشتاقُ رؤيتَهُ 


لله درُّكَ ما أخفيتَ يا بابُ


ما زِلتُ أرجو لِقاهُ كيفَ تحجُبُهُ


فَارْحَمْ مُلِحّاً ألا يعييكَ إطنابُ 


يا ناعسَ الطرفِ هل للطرفِ من هَجَعٍ


وهل لِحُزنِكَ أن تُخفيهِ أهدابُ 


فكُلُّ مائسةٍ في الروضِ تسألُني


والزَّهرُ في عجَبٍ والطَّيرُ يرتابُ


ظمآنُ أسألُ عَن وِردٍ لعَلَّ بِهِ


أُروى يقولونَ لن ترويكَ أكوابُ


يا ليتَ لي قدحَ النسيانِ أترَعُهُ


تُشفي المواجِعَ أنخابٌ وأنخابُ


أقضي اللياليَ والأيامَ مُنتظراً


حلْمٌ يُراوِدُني والحُلْمُ كَذّابُ


لم ألتمِسْ فرَجاً في قُربِ رؤيتهِمْ


وليس لي أملٌ في الرَّدِّ إيجابُ


وليس لي بعدهُمْ وَجدٌ لأُظهِرُهُ


وليس لي بينَ مَن قد عادَ غُيّابُ


🖋 بكري دباس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق