الخميس، 15 أكتوبر 2020

ولتأخذي عيني // بقلم الشاعر عثمان حامد

 شماتة العواذل


القلبُ ذاب من الجوى يا درّتي*

 والخدُ يشكو من سيولك عبرتي


والعينُ جادت بالدموع وبالدما *

ولكم وجدْت بجند عيني نصرتي


فلتأخذي مني الفؤاد وما حوى * أخْرجْت أجناد الهوى من إمرتي


ولتأخذي عيني اللتي أبصرْ بها*

ما عدْتُ أطمع في الحسان بنظرةٍ


ولتأخذي أذني فلستُ بسامع *

لسواك صوتا قد يرنّ بحضرتي


أضحى هواك هو الهواء خليلتي*

فمتى تركتُ هواك أسكن حفرتي


الله يشهدُ أن حبك قاتلٌ*و يفوق في حرّ الهيام لقدرتي


كم كنت مسرورا بقربك ضاحكا*

والآن أبكي في النوى يا حسرتي


فمتى تعود مديحة لحياتنا *

 ومتي تفتَّح في الحدائق زهرتي


قالو أتبكي الآن بعد فراقها * 

وهي الّتي كانت بهاء الحجرةِ


لاموا طلاق مديحة وفراقها *

وتصنّعوا بعض البكاء كضرةٍ


كانو على مرّ الزمان لنا عِدىً*

 واليوم يعذل كلّ فردٍ عثرتي


عجبا لهم هل من ينافق غيرهم*

 كم دثّروا الصحرا بثوب الخضرةِ


أبْدَوْ جميلا لا تراه لديهمُ 

و كذا المحاسن عندهم في ندرةٍ


فإذا رأوك وقد ملكت سعادة ً *

ضاقت نفوسهمُ كثقب الإبرةِ


وإذا رأوك وقد ملئت شقاوةً *

 هتفوا فدتْك نفوسنا من مرّةٍ


كذبوا وربِّ الكون إني عالم 

بفؤادهم يغلي أوان مسرّتي 


كذبوا وربِّ الكون إني عالم***

بسرورهم والحزنُ يملأُ سترتي



عثمان حامد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق