شماتة العواذل
القلبُ ذاب من الجوى يا درّتي*
والخدُ يشكو من سيولك عبرتي
والعينُ جادت بالدموع وبالدما *
ولكم وجدْت بجند عيني نصرتي
فلتأخذي مني الفؤاد وما حوى * أخْرجْت أجناد الهوى من إمرتي
ولتأخذي عيني اللتي أبصرْ بها*
ما عدْتُ أطمع في الحسان بنظرةٍ
ولتأخذي أذني فلستُ بسامع *
لسواك صوتا قد يرنّ بحضرتي
أضحى هواك هو الهواء خليلتي*
فمتى تركتُ هواك أسكن حفرتي
الله يشهدُ أن حبك قاتلٌ*و يفوق في حرّ الهيام لقدرتي
كم كنت مسرورا بقربك ضاحكا*
والآن أبكي في النوى يا حسرتي
فمتى تعود مديحة لحياتنا *
ومتي تفتَّح في الحدائق زهرتي
قالو أتبكي الآن بعد فراقها *
وهي الّتي كانت بهاء الحجرةِ
لاموا طلاق مديحة وفراقها *
وتصنّعوا بعض البكاء كضرةٍ
كانو على مرّ الزمان لنا عِدىً*
واليوم يعذل كلّ فردٍ عثرتي
عجبا لهم هل من ينافق غيرهم*
كم دثّروا الصحرا بثوب الخضرةِ
أبْدَوْ جميلا لا تراه لديهمُ
و كذا المحاسن عندهم في ندرةٍ
فإذا رأوك وقد ملكت سعادة ً *
ضاقت نفوسهمُ كثقب الإبرةِ
وإذا رأوك وقد ملئت شقاوةً *
هتفوا فدتْك نفوسنا من مرّةٍ
كذبوا وربِّ الكون إني عالم
بفؤادهم يغلي أوان مسرّتي
كذبوا وربِّ الكون إني عالم***
بسرورهم والحزنُ يملأُ سترتي
عثمان حامد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق