الجمعة، 30 أكتوبر 2020

صفوة الهادي //شعر عدنان أبو شنار

 بمناسبة يوم ميلاد خير البشرية ومنقذ الأمة من الضلال 

صفوة الهادي

فَجْرٌ يَشُــــــقُّ مِنَ الظَّلامِ مَسِـــــــــــــــيرَا

                      يَغشَـــــــــى الجَزيرةَ مُشرِقَاً وَمُنِيرَا

يَرتَـــــــــــــــــجُّ إيوانٌ غَدا مُتَصَدِّعــــــــــــــاً 

           شُرُفَاتُـــــــــــهُ قَدْ تُبِّرَتْ تَتْبِيــــــــــــــــــــرَا

مِنْ بَعْدِ ألفٍ نَارُ فَارِسَ أُخمِـــدَتْ

                         هَلْ زَارَهَا فَيضُ السَّحابِ مَطِيـرَا

شُهُبٌ تَزَاحَمُ فِي السَـــــــمَا ما سِرُّها

                         وَتكادُ تَسْمَعُ في السَماءِ هَدِيـــرَا

جَادَتْ سَــــــــــــمَاؤكَ يا إلهِــــيَ بالذي

                للكَونِ جَاءَ مُبشِّراً وَنَذيـــــــــــــــــــــرَا

تَتَسابَقُ النَّسَــــــــــــمَاتُ مِنْ أمِّ القُرَى

                        لتَبُثّ عِطرَاً في الدُّنا وَعَبيــــــرَا

بَطْحاءُ مكَّةَ أشْــــــــــــــــــــرَقَتْ وتَهَلَّلتْ 

              فَرَحَاً بِطِيبِ لِقائِــــــــــــــــــــهِ وَحُبورَا

يَا صَـــــفْوَةَ الهَادي ويَا مــَنْ لمْ يَكُنْ

                          لَكَ إنْ بَدَوْتَ مُشَابِهَاً ونَضِيْرَا

وَحَلَلْتَ فَانْزَاحَ الظَــــــــــلامُ مُعَجِّلاً  

                      مِن بَعْدِ أنْ سَــادَ البِلادَ عُصُورَا

فَالحَقُّ يَبْعَثُ في البَـــــــــــــوَادي نُورَهُ

                   وَالظُلْمُ يَهْرُبُ خَائِفَـــــــاً مَذْعُورَا

أنزَلتُ حَاجَاتِـــــــــــــــــــيْ وَجِئتُ مُكَبّلاً

                بِقُيودِ شَوقِيَ قَدْ غَدَوتُ أسِـــــيرَا

ما كنتُ أطمعُ إنْ وَقَفْتُ بِبابِكُـــــــم 

             مَالاً وَلو أنّـــــــــــــــي غَدَوتُ فَقيرَا

أو أنْ أنَالَ إذا مَدَحْــتُ جَواهِـــــــــــراً 

       أو أنْ أُوسَّدَ سُندُسَــــــــــــــــــاً وحَريرَا

فارحَـــــــــــمْ عَزيزاً جاءَكـــــمْ مُتَذللاً 

        وَلِهَاً حَزينَــــــاً تَائِهاً وَكَســــــــــــــــــــيرَا

ما حُبُّ غَيرِكُمُ يُؤرِّقُ جِفْنَــــــهُ  

           عَنْ غَيرِ حُبِّكُمُ تَراهُ حَسِــــــــــــــيرَا

لو رَاحَ يَقضِي العُمْرَ في عَتَباتِكُمْ

          ما عَدَّهُ شَطَطَــــــــــــاً وَلا تَبْذيـــــــرَا

شَوْقٌ إلى رُؤيَــــــــــــــــــــا الحَبيبِ يَهُزّهُ

      يَقتـــــــــــــادُ مِنهُ العَقلَ والتَفْكيـــــــــرَا

ما صَبْـــــــــــــــــــــــرُ أيّوبٍ يُثبِّتُ قلبَـــــهُ 

                 وَقميصُ يُوسُفَ لم يُعِدْهُ بَصِيرَا

لو زُرْتَ يا طيفَ الحَبيبِ مَنامَه

          أضْحَى بِمَا أهدَيتَهُ مَسْــــــــــــــرُورَا

أكرِمْ بِمَــنْ عَـــــــــــمَّ البَريَّـــــــــــــــــةَ هَديُهُ

        للحَقِّ جَاءَ مُؤيِّداً وَنَصِـيــــــــــــــــــــرَا

ذا وَجهُهُ شَمْسُ الضُحَى إمّا بَدَتْ  

           تَجْلو بِنُورِ ضِيائِــــــــها الدَّيجـــــورَا

فِي الكَــــــونِ ما وَهَبَ الزَّمَانُ مَثيلَهُ

            خَلْقَـــــــاً يُشَابِهُـــــــــهُ وَلا تَصْويرَا

مِنْ كُلِّ رِجْــــــــــسٍ ربُّه قدْ صَانَــــــــــــه

         بالهَدْيِ طهَّــــــــــــــــــــرَ قَلْبَه تَطْهِيرَا

قالــوا صَدُوقٌ والأَمَـــــــــــانَةُ طَبْعُه

           وَكذَاكَ كُنْتَ مُنَزَّهَاً وَطَهُــــــــــــورَا

وأتَيتَ بالفُرقَـــــانِ إعْجَازاً لـــــــهُمْ

         فَبَهَتَّ مِنْهُمْ جَاحِـــــــــــــدَاً وَكَفُورَا

فَكأنَّهُمْ مُنِعُوا الفَصَاحَــــةَ فانْثَنَوا

               لا يَمْلِكُـــونَ الفِكْــــرَ والتَدْبِيرَا

إنْ يكفُـــــروا بالحــــقِّ لمّا جــــــاءَهم

          أو يُنكِـــرُوه تَكبُّــــــراً وَغُـــــــرُورَا

فاللّه يَهْدي مَنْ يَشــــــاءُ فلا تَكُنْ 

        مِن كُفرهم كَمِدَ الفؤادِ كَديـــــــــــرَا

لمّا صَعَدْتَ إلى السَماءِ طَوَيتَــــــــــــها 

        فَكأنَّــــــها قَدْ كُوِّرتْ تَكويـــــــــــــرَا

مِثل الشِّهابِ سَطَعْتَ في جَنَبَاتِـــــــها

             فَأشَعْتَ في غَسَقِ الظَلامِ النُّورَا

بُلِّغْتَ مِنْ رَبِّ العِبَــــــادِ مَكَانَــــةً

           لم يُسْدِهَا عَبْدَاً مَضَى وَسَـــــفِيرَا

مِنْ كَفِّكَ انبَجَسَـــــــتْ يَنابِيــــــعُ الهُدَى

          يَجْلــــو صَفَاءُ مِياهِهِنَّ صُــــدُورَا

وبِأرْضِ مَكَّةَ قَدْ غَرَسْــــــتَ فَسِــــــيلةً

         وَسَقَيتَــــــــهَا عَذْبَ الفُرَاتِ نَمِيرَا

وَرَعَيتَــــــهَا حَتَّى غَدَتْ بِكَ دَوحَــــةً

           ضَرَبَتْ أُصُولاً في الدُنَا وَجُذورَا

ما قَدْ عَجِبْتُ مِن الحَصَى إذْ سَبَّحَتْ   

     فَرَحَاً بِلَمْــــــــسِ أكُفِّهِ وَسُــــــــرُورَا

أو أنَّ جِذْعَـــاً بَثَّــــــه تِحْنَانَـــه 

              أبْدَى إِليهِ مَوَدَّةً وَشُـــــــعُورَا

أو رَاحَ ضِرْعُ الشَّــــاةِ  لمّا مَسَّـــــــه  

      بالخَيـــرِ مُكتَنِزَاً وَفَاضَ وَفِـيـــــرَا

لكِـــنْ عَجِبْتُ لِمَنْ رَآهُ وَلَمْ يَكُنْ 

 مِمّا رَأى مُتَعَلِّقـــــــــــاً مَسْــــــــحُورَا

لِمَــــنِ التَقاهُ وَما غَشَـــــتْهُ سَــــكِينَةٌ  

   أو عَادَ مُرْتَـــــــــــاحَ  الفُؤادِ قَرِيرَا

مِمَّنْ رَأَى نُورَاً يَشِـــعُّ ومَا اهتَدَى 

     وَغَدَا عَن النُّورِ المُبِينِ ضَـــــرِيرَا

مِمَّنْ لُدرِّ اللّفْظِ قَدْ أصْغَــى لـــه 

         مَا كَانَ مَأخُوذَاً بِهِ مَأسُــــورَا

يَا رَبِّ صَلِّ عَلى الشَّــفِيـعِ وَآلـــهِ 

    في الخَيرِ كَمْ غَرَسَتْ يَدَاهُ بُذُورَا

مَنْ كَانَ رَحْمَــةَ رَبِّهِ لِعِبـادِهِ

  نَزَلَتْ تُفَجِّرُ في الصُخُـــورِ غَدِيرَا

واغْفِرْ لِمَنْ خَطَّتْ يَدَاهُ جَوَاهِــــرَاً 

   تَزْهو عَلى صَـــــدْرِ الزَّمَانِ دُهورَا

واخْتَالتِ الكَلِمَاتُ لمّا صَاغَـهَا

       بِشَمائِلِ المُخْتَـارِ فَاقَ جَرِيرَا

     شعر عدنان أبو شنار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق