يا منية النفس
========
أَهِيمُ فَـوْقَ المَدَى بِـالحُـبِّ مُؤْتَـلِـقَـا
وَ الوَجْدُ فِي خَافِقِي قَدْ شَبَّ
مُنْطَلِقَا
وَ فِي الجَـوَارحِ أَشْـوَاقٌ تُـسُابِـقُـنِي
كَـأَنَّـمَا الرُّوحُ رَوْضٌ يَشْتِـهِي الوَدَقَـا
وَ فِـي المَـرَايَا أَحَـادِيـثٌ تُـرَاوِدُنِـي
فَـتُـخْرِجُ الآَهَ مِـنْ عُمْقٍ بِهَا انْـفَـلَـقَا
وَ يَهْمِـسُ الأَمْسُ فِي أُذْنِي بِـرَوْعَـتِهِ
وَ الـذِّكْـرَيَـاتُ كَوَمْضِ الأُفْقِ إِذْ بَـرَقَا
وَ النَّـفْسُ نَشْوىَ وَ قَدْ مَدَّتَ أَعِـنَّـتَهَا
تُسَابِقُ العُـمْرَ فِي سعي لِمَنْ سَـبَـقَا
وَ كَمْ أُنَـادِي وَسَمْعُ الكَوْنِ فِي صَـمَمٍ
يَعُودُ رَجْـعُ الصَّدَى بِـالوَجْدِ مُحْـتَرِقَـا
وَ أَمْـنَـعُ الدَّمْـعَ عَنْ خَدَّيَّ مُحْـتَشِـماً
فَـيَـمْلأ الدَّمْعَ لِي الأَجْـفَانَُ وَ الحـَدَقَا
هَـيَّـا تَعَـالَي نُعَـانِقُ بِالمَـدَى حُـلُـماً
لـَعَـلَّ يَـوْماً نُـزِيـلُ الـهَـمَّ وَ الأَرَقَــا
كَـفَى ارْتِـقَـابـاً لأَنْـسَامٍ تُـهِـدْهًِـدُنِـا
وَ تَـمْـلأُ الـرُّوحَ مِمَّـا رَاقَ مُُـعْـتـَبَـقَا
هُـنَـاكَ نَـايٌ لَـهُ بِالسَّـمْـعِ نَـشْـوَتُـهُ
رَخِيُّ صَـوْتٍ بِهَمْسِ الرُّوحِ قَدَ نَطَـقَـا
هَـلا اسْـتَـمَعْتِ لأَلْحَـانِي وَ أَغْـنِـيَتِي
تُـبِيحُ سِرِّي وَ وِجْدَانِي الذِي اِحـْتَرَقَـا
يَالِي و َكُلِّي يُنَادِي الأَمْسَ فِي شَغَفٍ
يُعِيدُ ذِكْـرَى تُـنَـاجِي بِالمُـنَى الأَلَـقَا
وَ تَـرْسـمُ الغَـدَ أَشْـوَاقـاً مـُنَـمـَّقَـةً
تُـطَـبِّبُ الـجُـرْحَ مِـنْ أَلَـمٍ بِـهِ عِـلُـقَا
مَـا لِـلْـمَـرَايَـا أَراهَـا اليَّوْمَ تُنْـكِرُنِي
مَجْرَوحَةٌ ضَوْءُهَا مِـنْ وَجْـهِهَا سُـرِقَا
أَيُـنْـكِـرُ الـوُدُّ خِـلاً أَوْ يُطِـيـقُ نَــوَىً
وَ الحُـبُّ نَـورٌ يُضِئُ الدَّرْبَ مُذْ دُفِـقَا
مَنْ لِي بِرَدِّ صَفَـاءِ الـقُرْبِ يَجْـمَـعُـنَا
بِـالهَمْسِ وَحْيٌ يُذِيبُ القَلْبَ إِنْ عَشِقَا
وَ كَـمْ أُنَـاجِـي مِـنَ الآَمَـالِ رِقَّـتَـهَـا
يَـا مـُنـْيَةَ النَّـفْسِ رُدِّي غَيْمَـنَا غَـدِقَا
فَـهَلْ جُـنُونٌ هُدُوءُ الـرُّوحِ فِي زَمَنٍ
يَـلُوكُ أَكْـبَـادَنَا وَ الـكُـلُّ قَدْ سـُحِـقَا
أَعِـيدُوا لِي خَـافِقاً كَالطَّـيْرِ مُنْـتَشِـياً
لمْ يَعْرِفِ الـكُرْهَ وَ الأَوْجَاعَ وَ الحـَنَقَا
هُـوَ الـرَّبِـيعُ جَمَـالُ الكَـوْنِ يَعْـرِفُـهُ
فَالقَحـْلُ فِي حِضْنِهَ رَوْضاً قَدِ انْـبـَثَقَا
يَا أَيْـكَةَ الحُـبِّ أَيْـنَ اليَـوْمَ مَجْـلِسـُنَا
وَ الـوُدُّ سِرّ يُـذِيبُ البُـعْـدَ وَ النَّـزَقَـا
وَ الأُفْقُ فِي أَعْيُـنِي مِنْ جـَنَّةٍ رُسِمَتْ
فَـيَـبْسُـمُ الـثَّـغْـرُ بِالأَفْـرَاحِ مُـتَّـسِقَا
=======
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق