قفي غيـر نـدمى ولا مُذعنـــة
فقـد دمَّـــر الغــــي ما أمْكَـــنه
ومازلت صنــعاء صرح العُــلى
ومقصورة العـلم في العَلْمَـــنة
ذلـــولٌ ثـــــراها لأبنــــــــاءها
وليست لمن هبَّ مستوطَــنة
ربت شــوكة في طريق العــدا
وفي درب عُشاقها ســــوسنة
ومَن مثـل صنعاء في مجدها
وفي سحــــــر آياتهـــا البيِّــنة
فصنـــعاء سُـــــورٌ لأم القــــرى
وما ســـاد قلـــبٌ بــلا ميمـــنة
فلا السّلم في حــــربها ممكــنٌ
ولا الحــرب في سلمها ممكــنة
أمـا يهــزم الجَمْــع أَنْ واجـهت
قـواهـم بأجـــراحها مثخنـــــة؟
بـلادٌ ربـى البــأس في أهلهـــا
بــــريءٌ من الـيـأس والمسكنة
وعين المحال اختــراق العــدا
لأرضٍ بأبنــائـــها مؤمنـــــــــة
عزيــــزٌ على الشــرِّ تركيــــعها
وأروحـــــنا دونـــها هيَّنــــــــة
فما موطـــن الحُـــر إلاَّ الـــذي
يسُد فيــه بالــرأي والهيـــمنة
فلِله در الـــــزمـــان الــــــــذي
تنـــاءت لسلطـانه الأزمنــــــة
وجاء انتصــافاً يعيد القُــــوى
إلى وضعها الأصــل والأمكِنـة
فلا مجد للمستعيـــر العُــــلى
كمن يشتري العرش بالصَّهْيَنة
فأغلى من الدرِّ من صـــــانها
وشرٌّ من الشـرِّ مَن أمَّنــــــــه
مع أزكى تحياتي ...
دارس أبو تمَّــام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق