الاثنين، 28 سبتمبر 2020

سينية بعد الطلاق // بقلم الشاعر عثمان حامد

 سينية بعد الطلاق


أضاءت للعِدا أضواءُ شمسيِ 

وبانت من حياتي أمُّ شمس


وقد عاشت زمانا في فؤادي

وكنت الدهر أفديها بنفسي


ففيم تركت داري بعد عزّّ

كأنّك صِرْت أندلسي وقدسي


وكنت كرمز سعدٍ في حياتي

فعاد العصر بعدك وقت نحس


أأطمع في الحياة وقد تولّتْ

وفي أثوابها أملي و يأسي


وإنّي اسأل الرحمن ربي

بأن يربو وداد غدٍ كأمسِ


ويجمعني بمن أهواه حقا

ومن في طيفه فرحي وأنسي


وإني قد علِقْتُ بها زمانا

فقالو فيَّ مجنونٌ كـ(قَيس


وما بي من جنون يا خليلي

ولكنْ في الهوى نوعا كمسِّ


ولم يبْلغْـه قيس او كثيرٌ

ولا الولهان عنترة ابْن عبسِ


فقلبي في هواك سجين حب

وعقلي في الجفا يهوى لحبسي


وقربك يجعل الدنيا دياري

وداري عند نأيك مثل رمسي


وطفنا في بلاد الله دهرا

وقد جئنا سويًّا بعد خمس


وفي أرض الجزيرة طاب مثوىً

وعيشٌ في القضارف غير منسي


وتشهدُ كردفانُ لنا سرورا

حُسِدْنا فيه من روم و فُرسِ


كذاك بأبْيض النيلين عِشْنا

ليالٍ لسْت أبدلها بعرسِ


وفي الخرطوم نحكي عن هوانا

بصوت دون جهر فوق همسٍ


تداعبني على الترحال يوما

ويوما قد نعود معا بـ (تكسي)


فلا صنعت تياجا في نعيمي

ولا أضحتْ تعيّرني بـبؤسي


فتُرضيني إذا ما حُزْتُ خيرا

وترضاني ولم أملك لفلسِ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق