وانكسَفَ القَمَران :
هذي السَّماءُ فهلْ أتاكَ صَداها
وهلِ استمَعتَ لحزْنها وبُكاها
أضحَتْ لعمْر اللهِ ذاتَ تَجهُّمٍ
مُحْمرَّةَ العينينِ حين تَراها
لا الشمْسُ طالعةً تُضيءُ صباحَها
كلا ولا قمَرٌ ينيرُ دُجَاها
أبَوانِ قد رحَلا وقد كانا لنا
بدْرَين فانكَسَفا وغابَ ضِياها
أبَوانِ يا اللهُ ما أحْلاهُما
كانا كأزهار ٍيفوحُ شَذاها
ذاكَ الثنائيُّ الجميلُ تَراهما
يستصلحانِ بهمَّةٍ مثْواها
وتفرَّقا فتفرَّقتْ أرواحُنا
واستوحَشَتْ مِنْ بعدِهم دُنياها
والأرضُ حتى الأرضُ قد أنكرْتُها
فكأنَّهم لم يَمشِيا بِثَراها
والنفسُ حتى النفسُ لم تَهنَأْ كما
كانتْ بعصْرهِما تبثُّ هَواها
والشِّعْرُ حتى الشِّعْرُ لم تَنْبِسْ له
شفَةٌ ولم يشرحْ بِذاك شَقاها
أما الصِّحابُ فقد تفرَّقَ جَمعُهم
ودُموعُهم قد أنْهكَتْ مَجْراها
ضاقَتْ دُروبُ المرْءِ بعْدَ ذهابهم
في غُصَّةٍ لم يَحتمِل بَلْواها
ربَّاه صبْراً فالحياةُ مريرةٌ
لولاكَ ما ذُقْنا بها أحلاها
فارْحمْهما ربَّاه وارحَمْ أنفساً
جاءتْ إليكَ فكنْ هناكَ عَزاها
كتبت في صبيحة يوم الجمعة الموافق 1440/11/16
هجرية
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى آل خمج الموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق