الاثنين، 28 سبتمبر 2020

مركب الصَّيادين // بقلم الشاعرة زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

 قال لاعنترة بن شداد :

يا طائر البان  قد هيَّجت أشجاني ___وزتني  طرباً  يا طائر  البانِ

معارضة  بعنوان  :

مركب  الصَّيادين __________________________________البحر : البسيط

يا بحرَ غزَّةَ كم للوجد من جاني ___ إذ في المراكب همُّ كانَ أشجاني

على الشَّواطئ غلمانٌ لهم شبكٌ ___والصَّيد يحلو  إذا ما  جادَ  للدَّاني

قد جرَّ إخوانُ صيدٍ كُلَّ ما جمعوا ___من الشِّباكِ  لذاكَ القارب الواني

قد  أبحروا  بين  أمواجٍ  لها   زبدٌ ___ كالدُّرِّ  يلمعُ  في  ضوءٍ  بألوانِ

قد  كانَ يشغلهم صيدٌ بلا  عددٍ ___ من جوفِ بحرٍ لهُ  خيرٌ  بأسنانِ

.......................

ها قد تمادوا ببعد عن شواطئهم___ وحلَّ ليلٌ بإظلامٍ  كما  الجاني

وقد أضاءوا سراجاً  بعدَ مرحلةٍ ___ لكنَّ ضوءاً خبا لم يُسعف الرَّاني

قد تاهَ في ظُلمةِ الأمواجِ مركبهم___ لا من حصيفٍ يداوي همَّ إخوانِ

البحرُ  ساجٍ   وإظلامٌ   ... يجلِّلُهُ ___ والغيمُ  أقربُ  من  برٍّ  لأقرانِ

وفجأةً  ظهرت  أنوارُ   حاميةٍ ___  هذا  مزاحمُ  قد  يأتي  كقربانِ

.......................

لكنّ بشرى  أتتهم  بعدَ ما عرفوا ___أنَّ المزاحمَ  كانَ الواصلَ الهاني

ها قد  تأكَّدَ بعد الفحصِ أنَّهمُ ___أبناءُ  غزَّةَ في  قربٍ  ...   كجيران

لكنّ  شيطان إنسٍ قادَ حاميةً ___ وقد  أرادَ صداماً  غيرَ إنساني

فصوَّبَ النَّارَ نحو  القادمينَ لهُ ___من  غيرِ مسألةٍ باءت بأفنانِ

قد صادَ فحلين قتلى والأخيرُ لهُ ___ نَزْفٌ وما لجريحٍ نصرةُ الفاني

....................

يا  للفجيعةِ في أهلٍ ومن بلدٍ ___ كانت كعونٍ لنا في كُلِّ أحيان

أنسابنا اختلطت والوصلُ قرَّبهم ___ يُلقي السَّكينةَ في قلبٍ لأعيانِ

هل حادَ عن لغةٍ  بالذِّكرِ تجمعنا ___ حتَّى تجرَّأ  في قتلٍ لإخوان ؟!

يا ربِّ كُن  لبريءٍ خيرَ  مُنتصرٍ ___وصبِّر  الأهلَ في حزنٍ بلا حانِ

وصلِّ دوماً على خير الورى أبداً ___ والفضلُ يرجعُ من وصلٍ لمنَّانِ

......................

الاثنين  11  صفر  1442  ه

28  سبتمبر 2020  م

زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق