السبت، 19 سبتمبر 2020

عازف الآهات /بقلم الشاعر السامق /ضمد كاظم الوسمي

 عازف الآهات

*

أَوّاهُ يا عازِفَ الْآهاتِ أَوّاهُ

نَبْضُ الْجَوى وَحَديثُ الرّوحِ مُضْناهُ

كَيْفَ الْمَعازِفُ وَالْأَوْتارُ تُطْرِبُني

إِذا الْبَنانُ مِنَ الْأَوْداجِ حِنّاهُ

*

يا سارِقَ النَّومِ ذا سُهْدي يُباهِلِكُمْ

فَاللَّيْلُ يَحْكُمُ وَالنَّجْماتُ تَرْضاهُ

*

لَكَمْ تَلَوْتُ بِوَهْجِ الشَّمْسِ قافِيَتي 

يَومَ اسْتَظَلَّتْ بِنَعْشِ الشِّعْرِ نَجْواهُ

*

وَمَرَّ في خاطِري ذِكْرى تَعارُفِنا

حَتّى تَدانَتْ مِنَ الأَضْلاعِ عِطْفاهُ

*

مِنَ النِّياطِ إِلى الْحُلْقومِ غَرْغَرَةٌ

كَمِ احْتِواها التَّلاقي في زَواياهُ

 وَالْقَدُّ تُلْهِمُني لَيْلى سُلافَتِهِ 

مِعْراجَهُ ‘ الرُّوْحُ قَبْلَ الْجِسْمِ تَرْقاهُ

*

كَأَنَّ ما بَيْنَنا الْأَيّامَ تُطْفِئُهُ

مَسْجورَ بَحْرٍ مِنَ الْأَشْواقِ خُضْناهُ

*

وَتُغْرِقُ الْحُلُمَ الْهانيْ زَوابِعُهُ

وَيَهْتَري عَهْدُنا ذاكَ الْكَتَبْناهُ

*

حَفِظْتُ وِدَّ الَّذي قَدْ خانَ جانِحَتي

أَنْساهُ وَالْعَيْنُ دونَ النّاسِ تَرْعاهُ

*

يا راقِيَ الصَّبِّ تَكْفيني شَهادَتُهُ

مَنْ يَسْلُبُ اللُّبَّ كَيْفَ الْقَلْبُ يَسْلاهُ

*

في الْحانِ أَبْقى هَجوداً في مَفاتِنِهِ

وَيَومَ آذَنْتُهُ تَصْطَكُّ أُذناهُ

*

خَضَّبْتُ كَفَّكَ لَمّا السَّوطُ عانَقَني

إِن تَفْتَريْهِ فَهذا الْجُرْحُ مَأْواهُ

*

 قالوا الصَّبابَةُ شَهْدُ الثَّغْرِ يُورِقُها 

فَقُلتُ وَاللَّحْظُ تُرْديني شَظاياهُ

*

أَرْضى إِذا كُنْتُ مِنْ هِجْرانِهِ دَنِفاً

أَوْ يَرْتَضيني هَواهُ بَيْنَ قَتْلاهُ

*

ظَنَّ الْغِرارُ بَأَنَّ الْوَصْلَ أُحْجِيَةٌ 

دونَ الْفِراقِ وَما ظَنَّوهُ أَغْراهُ 

*

مَنْ كانَ قابيلُ في الْقُرْبانِ رائِدَهُ

أَنّى عَلى الْبابِ يا هابيلُ تَلْقاهُ

*

سَلُوا غُرابَ الْخَوالي عَمَّ يَفْعَلُهُ

عَلَّ الزَّمانَ يُواري بَعْضَ سَوْآهُ

*

 يا قَيْسُ فِيْمَ الْهَوى يُبْقِيْكَ ناطَرَهُ 

قَدْ عادَتِ الْيَومَ كَالْعُرْجونِ لَيْلاهُ

أَسْرَرْتُ غِلَّكَ يا مَنْ سِرُّهُ شَكَسٌ

بَيْني وَبَيْنَكَ في الْأَسْرارِ أَللهُ

*

ضمد كاظم الوسمي

 شاعر العراق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق