الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

عابر سبيل، رحلة الوجع //بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد

 عابر سبيل، رحلة الوجع 


١ (ربط الأحزمة)


 كادت مدخرات أبي أن تنفد بسبب حظر التجوال ، سمعته يتحدث بهذا الشأن إلى والدتي، قال لها :

_لابد من ربط الأحزمة، سنمر بفترة عصيبة. أخبرتُ إخوتي الثلاثة بكل مادار بين أبي وأمي، رمش بعضهم وتنهد أصغر العنقود،مساءً حين سَكبتْ أمي العشاء لم نمد أيدينا! حدّق فينا أبي بأستغراب ومثله فَعلتْ أمي، ثم حدث أن نشج أخانا أصغر العنقود، خبأ رأسه في حجر أمي وهو يقول :

_لقد قررنا ربط الأحزمة ياأمي. عندها فقط بكى أبي.(تمت)


___                ____                   ____                 ____

٢ (الذل)


كنت أمر بضائقة مالية عجيبة، فجأة وجدتُ نفسي مديناً بمبلغ كبير من المال، بعد أن فشل مشروعي التجاري! كنت مهاباً بنظر أهلي ومعارفي، فكرّتُ بما قد يحدث لو أنهم أدركوا حجم خسارتي، أتذكر بأني حَبستُ نفسي في غرفتي، وأتذّكر أكثر بأن صدري أصابه العطب من كثرة التدخين، لم أخبر أهلي بالأمر ولازوجتي اليافعة جداً، كَتمتُ كل ذلك في داخلي، وحدها شقيقتي الكبرى شَعرتْ بالأمر، أتذكر أنها لوتْ رأسها وقالت من بين عبراتها :

_مارأيك لو تحدثت إلى زوجتك، كنا نلومك بخصوص الذهب الكثير الذي ابتعته لها، ها، هل أتحدث لها أنا؟ أم تفعل أنت ذلك؟ . احمرَّ وجهي وأنا أحدّق في حاجبي شقيقتي المرفوعين ، وادركت أيُّ سكين اخترقتْ قلبي. كنت قد أنهيت سيجارتي تواً، حين تنَحنحتْ زوجتي، قالت:

_هل أنت مريض؟ ثمة تغير كبير قد طرأ عليك، لم تعد تمزح معنا كما في الأيام الخوالي ، قالت أمك بأن أسألك أن كنت تشكو من شيء. لم أنبس بحرف، جَذبتُ الغطاء، فكرت بأن أدير ظهري وأنام، ترددتُ قليلاً،  أشعلتُ سيجارة ثم حدثتها بالأمر، فعلتُ ذلك وأنا أكاد أبكي، ختمتُ قولي بأن قلت وأنا أضحك بمرارة :

_تقول أختي بأن ذهبْ زوجتك، يمكن أن يحل المشكلة من جذورها،والتعويض سهلٌ فيما بعد. تَنفستْ زوجتي من أنفها، مازلت أتذكر تلك اللحظة، لم تقل شيء، فقط تَنفستْ من أنفها ثم تنهدتْ طويلاً، لم أنظر صوبها، شعرتُ فجأة بأني قد أصبحت ضئيلاً جداً، جَذبتُ الغطاء واخفيتُ رأسي وأنا أفكر، كيف سأستيقظ صباحاً وانظرُ في وجهها!؟. (تمت)


____            _____              _____               _____


٣ (خيبة)


 هي لم تقل لي وداعاً هكذا دفعة واحدة، فيما يتعلق بي فأن تصرفها كان نبيلاً نوعاً ما! ففي البداية ألغتْ صفحتها عالفيسبوك، ثم تلاها بأيام، قامت بحذف الواتساب الجميل ذي اللون الأخضر الفاتح، كنت غارقاً في الدهشة، لكنها لم تسمح لي بأن أفيق منها قبل أن تحذف الفايبر! عندها فقط اكتشفتُ كم أني وحيد فعلاً!!. (تمت) 


بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق