أذوبُ
--------------
شعر الحسن عباس مسعود
--------------
أذوب وكـيـف قـلـبي لا يــذوبُ؟
ويــأسـرنـي الـتـغـزل والـنـسـيبُ
رحــلـت بـقـيظ أنـوائـي ظـمـيئا
ويـسـحـقني الـتـوجع والـنـحيبُ
وأحسب في الفيافي رملَ بعدي
وأبــعـادَ الـحـنـينِ فـــلا أصــيـبُ
وتـهـتُ مــعَ الـفـراقِ فَـكَـرَّ ظـنِّـي
وفـــرَّ مـــن الأســى فِـكْـرٌ أرِيــبُ
ولـــي فـــي كـــل رابــيـة غـــرام
وأهــوال الـحـنين لـي الـنصيبُ؟
بـكى قـيسٌ يقاسي بعض شوقي
ومــا لُـبْـنَاهُ مــن خَــوفٍ تُـجـيبُ
وهــل شـوقي الـذي قـالو : أمـيرٌ
أتـــاه الـعـشقُ مـثـلي أو أديــب؟
حـمـلـت لـــواءَ عـنـتـرة الـبـوادي
وبـالـوادي أتـى الـحبُ الـخصيبُ
ويومـا تـاه فـــي بــعـدي نــزارٌ
تــــأرَّقَ شــاكـيـاً هــجـراً يُــرِيـبُ
فــلا عــرف الـغـرامُ كـمثلِ حُـبِّي
ولا شـوقـي قــد احـتملت قـلوبُ
ولــمــا أن رأيــنــا طــيـفَ حُـــبٍّ
فــكَـادَ عــدوّنـا ووشَــى الـقـريبُ
تـركـتُ مـع الـخيال زِمـامَ حـلمي
وقــيـدتُ الـمُـحـالَ وذا عـجـيـبُ
عـصـيتُ الـهجرَ مـن عـهدٍ قـريب
وعــن عـشـق الـحـبيبة لا أتــوبُ
وأنـسى مـا استطعتُ البعدَ عمداً
وأذكــــر واحَــتـِـي عَــلـِّـي أؤوبُ
ألِــي فــي بـِيد فُـرْقتكم نـجاةٌ ؟
وهــل يـنـجو بـغـربته الـغـريبُ ؟
أبـــا عــشـقٍ لــمـاذا كــنـت صـبـا
كــأن الـشـمس أضـنـاها الـغروبُ
تــرفـقْ بـالـهـوى أوجــلـتَ قـلـبي
كــأنــك عــاشــق ولــــه رقــيــبُ
وكـم طَـغَتِ الـصَّبابةُ فوقَ عُمري
وأُوْقِـــدَ فـــي جـوانـبـها اللهيــبُ
وســاءلـت الـلـيالي أيــن حـبـي؟
فـأخـفـى ردهـــا عـنـي الـوجـيبُ
وقــالـت بـيـنـما يـحـتال سـمـعي
لَـنُـشْـفق أن يــقـول لــه مـجـيبُ
بـلـيل الـصَّـبِّ قـد سـهرتْ نـجومٌ
تـنـاجـي الـبـدر إذ لا يـسـتجيبُ
وتــحـلـم فـــي تـأرُّقـِهَـا صـبـاحـاً
فـــلا يـبـدو الـصـباحُ ولا يــؤوبُ
فــلا الـحـبُّ الـبـعيدُ لــه سـبـيلٌ
ولا الـشـوقُ الـعـنيدُ لــه نـضـوبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق