نضبَ الحليبُ بضرعِهَا
فبكى الصَّغيرُ بِصدِّهَا
صمتت تقاوم دمعةً
وقفتْ بأعلى خدِّهَا
هانت عليها روحهَا
تَدعو عليهَا بِفقدِهَا
لكنَّ من في حضنِهَا
يحتاجُ ما في نَهدِهَا
هدأ الصَّغيرُ بغفوةٍ
قد أسكتتهُ بِمهدِهَا
لمَعَ البريقُ بعينهِ
شحذَ السّيوفَ بِغمدِهَا
قد غادرتْ أنفاسهُ
في غفلةٍ من عَهدِهَا
و سرتْ برودةُ جسمِهِ
في قشعريرةِ جلدِهَا
قد كذَّبتْ إحساسَها
و تجَمَّدتْ من بردِهَا
في قاربٍ قد خانَها
مذ طالبتهُ برغدِهَا
عادت لتندبَ حظَّها
و تثاقلت في زهدِهَا
يا موتُ كم أحرجتَها
حتى انطويتَ بسعدِهَا
و طويتَ فلذةَ كبدِهَا
و طويتهَا في لحدِها
منصور عيسى الخضر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق