.رسالة عنتره لفلسطين ..
ٰأما مِن مُخبِرٍ عنّي لعبـــسٍ
رجالُ العُربِ ناخَتْ كالجمالِ
وصرنا اليوم نحيا في زمانٍ
تشابهَت الوجوهُ مع النّعالِ
أهل مَن ماتَ يرجعُ في زماني
فلا تعجب كثيراً مِن سؤالي
أنا ما رمتُ بالأشعار فخراً
وليس الفخرُ في كثرِ المقالِ
وإنَّ الفخر في يوم التلاقي
إذا قَدَحَ النّصالُ على النّصالِ
وفي سوق المنايا طلتُ باعاً
وكم فلّقتُ هامات الرجالِ
فلا تسأل سليل النذل عنّي
كبيضٍ للأفاعي في السلالِ
سل الآساد كيف الأُسْد تنأى
إذا ما مرّ في قفرٍ خيالــي
سلوا صحراءنا والنار فيها
وحرّ جمارها بعد الزّوالِ
ولولا العيب قد أفصحت سرّاً
وكتم السرّ من طبع الرجالِ
رأيتُ الفخر زاد النفس ذمّاً
إذا زاد الكلام عن الفعــالِ
لساني إن مدحت به صديقاً
أفاض الشعر كالنهر الزلالِ
وأمّا إن هجوت به لَــدوداً
سيفخرُ في هجائي في تعالِ
وفي الهيجاء إن لا قيتُ فحلاً
فرحتُ وكانَ وجهيَ كالهِلالِ
ألاعبُ نحرهُ بشفير سيفي
ويُضحكُ سنَّهُ ضربُ الشمالِ
أدغدغُ خصرهُ بسنانِ رمحي
وأما الطعنُ بالأسَلِ الطّوالِ
أدهدي رأسهُ فيخِرُّ أرضاً
أمرّغُ أنفَهُ فوقَ الرمــــالِ
وسيفي كالسّجنجلِ حين يغدو
يعودُ كوردةٍ بعد القتـــالِ
حُسامي صابيءٌ عشِقَ الأعادي
يُقبلُهم جهاراً لا يُبالـــــي
وبيضُ الهند كم كتبتْ حروفاً
على جسدي بلوحات الجَمالِ
أنا للروم حتفٌ مستديمٌ
وصنديد الحروب وفي النزالِ
وَبعضٌ فَخرهُ أن كان ذيلاً
ويفخرُ أن يكونَ منَ الموالي
لَبئسَ معيشةٌ ما سرتُ فيها
إلى الأقصى وما شُدّتْ رحالي
وليس بصحبة السيّاحِ لكن
مسيري في الجحافل بالتوالي
أقدّ نواصي الأعداء قدّاً
وأسبي الخصم ربّات الحجالِ
رماني الشوق يا ساح المنايا
وحالُ العُربِ قد أزرى بحالي
شاعر البيداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق