الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

الرَّحيل // بقلم الشاعرة زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

 الرَّحيل ________________________________________البحر الكامل

ودَّعتُ يومَ رحيلِ مَنْ لم يرجعِ ___ أملاً تجذَّرَ  مِنْ  هوىً لم يقلعِ

قد كانَ  عهدٌ  بيننا  لا  يرتوي ___ إلاَّ  بتحقيقِ  الَّذي  لم  يُسمَعِ

إذ يسبقُ القدرُ الَّذي في كنهِهِ ___ كُلُّ الَّذي يعلو على المُتَمَنِّعِ

فاضت حميَّةُ مَنْ رأى مُتجندلاً ___ بسلاحِ  أعداءٍ  ولم ...  يتوجَّعِ

لا  بدَّ  مِن  ثأرٍ  يكونُ  مُدمِّراً ___  لحثالةٍ  قتلت  ولم  تتورَّعِ

عن  قتلِ طفلٍ أو عجوزٍ مُقعدٍ ___ من غيرِ ما ذنبٍ وليسَ بمقنِعِ

......................

يا من قهرتم بالمجازر شعبنا  ___ وتشرَّدَ  الأهلونَ  من  متوقَّعِ

وتوالت  الأحداثُ من متخاذلٍ ___ومداهنٍ مع كُلِّ من لم يشفعِ

وتجرَّأَ  الأنذالُ  حتَّى  أنَّهم ___ غصبوا الطَّهارةَ من عيونِ المُفجَعِ

ها نحنُ للأعداءِ خيرُ مدافعٍ ___ نمضي إلى قدرٍ  ولم  نتضعضعِ

إنَّ الشَّهادةَ فخرُ كُلِّ مجاهدٍ ___ والنَّصرُ آتٍ  لا  محالةَ  إن تعي

لا  للرَّحيلِ عن الدِّيارِ وأهلِها ___ ألاَّ  لأُخرى  عندَ من لم  يصدعِ

.....................

لا بدَّ من إعدادِ كُلِّ كتيبةٍ ___ لتقارعَ  الأعداءِ  بعدَ  تجرُّعِ

لمرارةِ الأهوالِ بعد هزيمةٍ ___ نضحت كرامةَ من أُهينَ كمرجِعِ

لا للبكاءِ  وقد  عرفنا  دربنا ___ رغمَ الَّذينَ  تراجعوا لم  نرجِعِ

هيَ رحلةُالأحياءِ من دارِ الفنا___ للخُلدِ لا ترضى بأيِّ مُطبِّعِ

فالحرُّ إن يحيا فليسَ بخاضِعٍ ___ لإرادةِ الأعداءِ عندَ  تصدُّعِ

من كانَ محروساً بكلِّ شهامةٍ ___تعلو  كرامتُهُ على المتقنزعِ

.....................

حانَ الرَّحيلُ برغمِ أنفِ أحبَّةٍ ___ والدَّربُ طالَ وللمُنَى لم يرجِعِ

تبكي العيونُ فراقَ كُلِّ مجاهدٍ ___من قبلِ تحقيقٍ لكلِّ المطمَعِ

والصَّبرُ في قلبِ الحقيقةِ قابعٌ ___ والنَّفسُ في دربِ الهوى لم تشبعِ

سنعودُ للأرضِ التي نبتت بها ___ روحُ  الكرامةِ والشَّهامِة بالسَّعي

لا يأسَ من روحِ الإلهِ  ونصرُهُ ___ لا  بدَّ  آتٍ  للَّذي  لم  يخضَعِ

صلُّوا على خيرِ البريَّةِ واعلموا ___ أنَّ  المذلَّةَ  للعُدى  لم  تُشرَع

......................

الأربعاء  13  صفر 1442  ه

30  سبتمبر 2020  م

زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق