الخميس، 17 سبتمبر 2020

تقطّعتِ المسالكُ و الخيوطُ/بقلم الشاعر السامق / علي حاج حمود

 ١-تقطّعتِ المسالكُ و الخيوطُ

 وعن لثمِ الجراحِ وَهَى المخيطُ

٢-و خيّمتِ الهمومُ على فؤادي

و صارَ يشدُّ مئزرَهُ  القُنوطُ

٣-و هندسةُ المشاكلِ قد توازتْ

وفي نفسي تقاطعتِ  الخطوطُ

٤-و ما عشتُ الحياةَ كمستقيمٍ

و لستُ لها كدائرةٍ  أحيطُ

٥-تشعّبتِ النوائبُ في فؤادي 

كأنَّ لظى النوائبِ  أخطبوطُ

٦-فقالتْ: مالها الأدواءُ جاءت 

إليكَ و قدْ تحققتِ  الشّروطُ؟

٧-فقلت لها: أراني مثلَ يمٍّ

بلا صحبٍ و يغزوني  المحيطُ

٨-و قلتُ لها :أنا لغةٌ توارتْ

بلا وصلٍ و أبنائي  شُطُوطُ

٩-و تحكمني ولاءاتْ تعادتْ

و قطّعَ بينَ أوصالي  شَرِيطُ

١٠و كل رجالِنا حُلقتْ لحاهم

وعن جسدِ النّسا خُلِعتْ  مُرُوطُ

١١-فصرْنَ ككاسياتٍ عارياتٍ

و ظهرُ رجالِنا يعلوهُ  سَوطُ

١٢-و ساروا للملاعبِ في سباقٍ 

و صار الكلّ في وطني  يَشُوطُ

١٣-تركْنا كلَّ دربٍ للمعالي 

و أمسى من مناقبنا  السّقوطُ

١٤-و كنّا نُسمعُ الأقوامَ فهماً

و صار اليوم  يخطبنا القَلِيطُ

١٥-و كنا نحكم الأقوام عدلاً

و صار النذلُ في بلدي  يعيطُ

١٦-فقالتْ: مالها الأقوالُ تهوي ؟

كأنَّ لسانَكم لَثِغٌ  قَرُوطُ

١٧- فقلتُ لها: سبقْنا الكلَّ لهواً

يوجِّهُنا رُويبضةٌ  هَرُوطُ

١٨-و نصغي حين تطربنا الأغاني

و تغرينا بمشيتها  الحَطِيطُ

١٩-نكذِّبُ للفقيرِ إذا أتانا

و لو دعمتْ مقالَتَهُ  الضُّبُوطُ

٢٠-نصدِّقُ للغني إذا أتانا

و نعلمُ أنهُ وغدٌ  خَرُوطُ

٢١-فقالت: هل دُثِرتُم في البوادي

و لمْ يظهرْ لخافيكم  نُبُوطُ

٢٢-فقلتُ: لها لقد صرنا تحوتاً

و إنّ قويَّنا رخوٌ  فَرُوطُ

٢٣-و إنّ بلادنا تهوى التنائي 

و يحكمُ عرشَها نذلٌ  لَقِيطُ

٢٤-قفي في المسجد الأمويِّ حيناً

تري حكماً شريعتُهُ  الخَبِيطُ

٢٥-قفي عند الإماراتِ اصطلاحاً

تري برجاً يُعلِّيهِ  الهُبُوطُ

٢٦-تري كلَّ السواقي في بلادي

يُعكّرُها من البلوى  خَلِيطُ

٢٧-و إنّ خيولنا رحلتْ بعيداً

و أصبحَ من مناقِبِها  النَّطِيطُ

٢٨-فقالتْ: أينَ تدبيرُ المثنّى 

و فيلُ الفرسِ من فزعٍ  يَشِيطُ

٢٩-و بيعاتٌ لعكرمةٍ تعالتْ

و في وسطِ  الأعادي تَسْتَشِيطُ

٣٠-فقلتُ لها: إذا الحدثانُ ناطتُ

"فربُّ النّاس يصرفُ  ما تَنُوطُ"*

٣١-و إنْ جَمَعَ الأعادي كلّ كيدٍ

فربّي من ورائِهِمُ مُحيطُ

 .... ... 

بقلم علي حاج حمود

..........

 *ورب الناس يصرف ما تنوطُ : هذا الشطر لأبي العلاء المعري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق