١-تقطّعتِ المسالكُ و الخيوطُ
وعن لثمِ الجراحِ وَهَى المخيطُ
٢-و خيّمتِ الهمومُ على فؤادي
و صارَ يشدُّ مئزرَهُ القُنوطُ
٣-و هندسةُ المشاكلِ قد توازتْ
وفي نفسي تقاطعتِ الخطوطُ
٤-و ما عشتُ الحياةَ كمستقيمٍ
و لستُ لها كدائرةٍ أحيطُ
٥-تشعّبتِ النوائبُ في فؤادي
كأنَّ لظى النوائبِ أخطبوطُ
٦-فقالتْ: مالها الأدواءُ جاءت
إليكَ و قدْ تحققتِ الشّروطُ؟
٧-فقلت لها: أراني مثلَ يمٍّ
بلا صحبٍ و يغزوني المحيطُ
٨-و قلتُ لها :أنا لغةٌ توارتْ
بلا وصلٍ و أبنائي شُطُوطُ
٩-و تحكمني ولاءاتْ تعادتْ
و قطّعَ بينَ أوصالي شَرِيطُ
١٠و كل رجالِنا حُلقتْ لحاهم
وعن جسدِ النّسا خُلِعتْ مُرُوطُ
١١-فصرْنَ ككاسياتٍ عارياتٍ
و ظهرُ رجالِنا يعلوهُ سَوطُ
١٢-و ساروا للملاعبِ في سباقٍ
و صار الكلّ في وطني يَشُوطُ
١٣-تركْنا كلَّ دربٍ للمعالي
و أمسى من مناقبنا السّقوطُ
١٤-و كنّا نُسمعُ الأقوامَ فهماً
و صار اليوم يخطبنا القَلِيطُ
١٥-و كنا نحكم الأقوام عدلاً
و صار النذلُ في بلدي يعيطُ
١٦-فقالتْ: مالها الأقوالُ تهوي ؟
كأنَّ لسانَكم لَثِغٌ قَرُوطُ
١٧- فقلتُ لها: سبقْنا الكلَّ لهواً
يوجِّهُنا رُويبضةٌ هَرُوطُ
١٨-و نصغي حين تطربنا الأغاني
و تغرينا بمشيتها الحَطِيطُ
١٩-نكذِّبُ للفقيرِ إذا أتانا
و لو دعمتْ مقالَتَهُ الضُّبُوطُ
٢٠-نصدِّقُ للغني إذا أتانا
و نعلمُ أنهُ وغدٌ خَرُوطُ
٢١-فقالت: هل دُثِرتُم في البوادي
و لمْ يظهرْ لخافيكم نُبُوطُ
٢٢-فقلتُ: لها لقد صرنا تحوتاً
و إنّ قويَّنا رخوٌ فَرُوطُ
٢٣-و إنّ بلادنا تهوى التنائي
و يحكمُ عرشَها نذلٌ لَقِيطُ
٢٤-قفي في المسجد الأمويِّ حيناً
تري حكماً شريعتُهُ الخَبِيطُ
٢٥-قفي عند الإماراتِ اصطلاحاً
تري برجاً يُعلِّيهِ الهُبُوطُ
٢٦-تري كلَّ السواقي في بلادي
يُعكّرُها من البلوى خَلِيطُ
٢٧-و إنّ خيولنا رحلتْ بعيداً
و أصبحَ من مناقِبِها النَّطِيطُ
٢٨-فقالتْ: أينَ تدبيرُ المثنّى
و فيلُ الفرسِ من فزعٍ يَشِيطُ
٢٩-و بيعاتٌ لعكرمةٍ تعالتْ
و في وسطِ الأعادي تَسْتَشِيطُ
٣٠-فقلتُ لها: إذا الحدثانُ ناطتُ
"فربُّ النّاس يصرفُ ما تَنُوطُ"*
٣١-و إنْ جَمَعَ الأعادي كلّ كيدٍ
فربّي من ورائِهِمُ مُحيطُ
.... ...
بقلم علي حاج حمود
..........
*ورب الناس يصرف ما تنوطُ : هذا الشطر لأبي العلاء المعري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق