الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

جسور المحبَّة/بقلم الشاعرة القديرة /زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

 بحور الشِّعر وافرها جميلٌ ___مفاعلتن مفاعلتن فعولن

جسور المحبَّة _____________________________ البحر : الوافر

إليكِ الآنَ أُبحرُ يا فتاتي ___فما لي من سميرٍ غيرُ ذاتي

لقد ذهبَ الجفاءُ بمن تبقَّى ___من الأصحابِ جسراً في حياتي

شعورٌ بالوفاءِ يُذلُّ صدَّاً ___ وذا خطلٌ من الأدنى لعاتِ

مجاملةٌ لها عينٌ كصبٍّ ___ تُحسِّنُ كُلَّ مذمومٍ لآتِ

وفي الماضي قطعتُ بلا مراءٍ ___حبالَ الودِّ من جسرِالرُّفاتِ

وعشتُ بمعزلٍ عن كُلِّ صحبٍ___لهم بطرٌ يسيلُ كما القناةِ

وقد أخطأتُ لا أدري لماذا؟ ___فكلُّ الحقِّ في صفِّ السُّعاةِ

......................

لوصلٍ بينَ أندادٍ بودٍّ ___ وتركِ العُتبِ في بعضِ الهناتِ

وطنِّش تنتعش إن سادَ جهلٌ___ فتقويمٌ يجيءُ بلا دعاةِ

فلا كسرٌ لصلبٍ أو بعصرٍ ___ للينٍ حَلُّ بعضِ المشكلاتِ

فكُن وسطاً وخذ عِبَراً بفعلٍ ___ وترك غثاء علمٍ من فئاتِ

سأحيا مع فرائدِ مَن تلقَّى ___علوماً في الحياةِمن الثقاةِ

أُعارضُ من أشاءُ بكلِّ حُبٍّ ___ كقافيةٍ بها جسرُ النَّجاةِ

وأعلو عن سفاسِفِ مَن تردَّى ___ بضحلٍ قد يدومُ معَ الجناةِ

....................

فلا غزلٌ ولا مدحٌ يساوي ___نصيحةَ مَنْ يُسدِّدُ من خطاةِ

ولا أهجو وبي عيبٌ توارى ___عن الفسَّاقِ من سترِ الأُباةِ

وحسبي أن أجودَ بكلِّ فكرٍ ___ لهُ أثرٌ يُعمِّرُ في الحياةِ

ويبقى بعدَ موتي في عيونٍ ___ ترى ضوءاً يُبصِّرُ كُلَّ راتِ

فأعمالُ العبادِ لها دروبٌ ___ بدت جسراً لأنواعِ الهباتِ

ويسرٌ بعدَ عُسرٍ قد تجلَّى ___ بأقدارٍ كصحوٍ من مواتِ

فلا تأسف إذا قحطٌ تألَّى ___ ولا تفرح بخصبِ في النَّبات

.................

وأرزاقُ العبادِ لها كريمٌ ___ فلا تُشغلْ بتأديبِ الجُناةِ

فميزانُ العدالةِ فيهِ ثلمٌ ___ فلا يقوى على حملِ الهداةِ

وإعلاءٌ لظًلاَّمٍ تمادى ___ وما جُبرتْ خواطرُ مُسلماتِ

يُجازى كُلُّ فردٍ من قديرٍ ___ بدنيا أو بأخرى عن فتاتِ

فلا تعجل بحكمٍ إن تأنَّى ___ فخيرٌ قد يكونُ معَ الأناةِ

صلاةٌ والسَّلامُ على شفيعٍ ___ لأُمَّتِهِ ومن فوقَ الدُّهاةِ

فصلُّوا يا عبادَ اللهِ وادعوا ___بسترٍ في الحياةِ وفي المماتِ

..................

الأربعاء 14 محرَّم 1442 ه

2 سبتمبر 2020 م

 زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق