السبت، 5 سبتمبر 2020

سكت الكلام/بقلم الشاعر السامق /ضمد كاظم الوسمي

 سكت الكلام

سَكَتَ الْكَلامُ وَكَلّتِ الْأسْيافُ

 بَدْرٌ بَدا أَمْ هذِهِ أطْيافُ

هذي لِحاظُكِ أبْرَقَتْ يَومَ اللِّقا 

لَو أنْتِ سَيفٌ ذا أنا سَيّافُ

ما أنْتِ إلّا كذْبَةٌ مَمْجوجَةٌ 

 ليسَتْ لها في خاطِري أسْلافُ

عَيناكِ تَرْجو بِالدُّموعِ خَديعَتي

 هَيهاتَ لا لَنْ تُخْدَعَ الْأشْرافُ

أنا شاعِرٌ وَالْوَصْلُ كَأْسُ صَبابَتي

 وَالشِّعْرُ مِنْ رِيقِ الْحِسانِ يُدافُ

أنَا شاعِرٌ وَالشَّوقُ لَحْنُ قَصيدَتي

 رَقَصَتْ عَلى أنْغامِها الْأصْدافُ

أنَا كاتِبٌ وَالْحَرْفُ عِطْرُ يَراعَتي 

 شَهَدَتْ بِذا الْأعْداءُ وَالْأَحْلافُ

وَتَلَأْلَأَ الثَّغْرُ الْجَنيُّ خَريدَةً 

 يَحْكي الطَّبابَ وَطِبُّهُ الْإنْصافُ

لا تَقْرَبي فَالنِّصْفُ لَيسَ بضِحْكَةٍ 

 ألصّدْقُ وَالْإخْلاصُ والْأعْرافُ

لاتَطْمَعي أنْ تَأخُذي مِنْ جُعْبَتي 

 قَلَماً وطِرْساً فَالدَّواةُ جَفافُ

كَيفَ ادَّعَيتِ الْوَصْلَ في أحْلامِنا

 ما هَزَّنا أعْلاكِ وَالْإسْفافُ

وَأنا كَريمُ النَّفْسِ عَنْكِ عَزيزُها

 وَيُسَرْبِلُ الوجْدانَ بَعْدُ عَفافُ

إنْ صرْتِ دَهْراً بِدْعَةً قَدْ زُوِّرَتْ 

 لا تَرْتَضي تَزْويرَكِ الْأحْنافُ

حتّى الْوحوشُ تَفي بِبَعْضِ عهودِها

 لا لَنْ يَنالَكِ في الدُّنا إيلافُ

لَو أحْرُفي كَيَمامَةٍ حَطّتْ عَلى 

 أَيكٍ أحاطَكِ ظِلُّهُ الْهِفْهافُ

وَتَدَلّتِ الْأشْعارُ مِنْ أثْمارِها

 تَزْهو بِها واخْضَرَّتِ الْأكْنافُ

وَنَفَخْتُ مِنْ رُوحي إلَيكِ مَشاعِراً 

 ماذا تُفيدُ وَطَبْعُكِ الْإرْجافُ

تِلْكَ الْعُصورُ وَذي الدّنا دامَتْ مَتى

 أقْوامُها لَعِبَتْ بِها الَأحْقافُ

عاشَ الْحَيا والْمَوتُ نُصْبَ عُيونِهِ

 للهِ دَرُّ الْحُرِّ لَيسَ يَخافُ

ما أقْبَحَ الْعَيشَ الرّغيدَ بِذِلّةٍ

 وَضَنى الْحَياةِ بِعِزّةٍ إشْرافُ

وطّنْ حَياتَكَ لِلهُدى وَدَعِ الْهَوى

 ما الْعُمْرُ إلّا رِحْلَةٌ وَضِيافُ

ضمد كاظم الوسمي

 شاعر العراق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق